بلطجة علانية
بقلم: حسام محمد المحامي
كثرت فى عالمنا أعمال الإجرام والبلطجة وغيرها، ولم تتوقف عند حد معين كما كانت سابقًا، ولكنها تطورت لتصبح بلطجة علانية فى الطرقات والشوارع، ولدراسة تلك الحالات الإجرامية، والوصول إلى تفنيد جيد يساعدنا فى الوقاية منها، نعود بذاكرتنا إلى نهاية الثمانينيات للتعمق فى دراسات عالم شهير فى علم الجريمة، وهو تشيزرى لومبروزو Cesare Lombroso، العالم الإيطالى الشيهر، الذى وضع أسس لنظريات دراسة سلوك المجرمين، للوصول إلى اعتقادات تثبت للجميع أن المجرم ولد ليكون كذلك، والذى يعد صاحب الفضل فى نشأة المدرسة الوضعية فى نظريات تفسير السلوك الإجرامى.
يعد “تشيزرى لومبروزو” الذى ولد فى 6 نوفمبر 1835، لعائلة ثرية ذات أصول يهودية، تربى فى منزل متدين، درس فى جامعة ”بافيا” الإيطالية، أول من حاول الربط بين الشكل الفيزيائى للمجرم وطبيعة إجرامه، ليضع نظرية مثيرة للجدل، والذى بدأ فى رحلة موسعة داخل أرجاء إيطاليا لدراسة الاختلافات بين بنيان البشر ومدى تأثيرها على سلوكهم، ثم عاد إلى مدينته لينضم إلى تنظيم عسكرى يهدف إلى تقديم المجرمين للعدالة، ليبدأ فى دراسة سمات وتكوينات أجساد المجرمين ممن الجانب الفيزيائى، مع تشريح من يُحكم عليهم بالإعدام للوقوف على طبيعة الأعضاء الداخلية لهم لتنفيذ جوانب نظريته.
أبرز معتقدات العالم الإيطالى، كانت تتمثل فى أن المجرمين أشخاصًا لا يمتون للأخلاق بصلة، ولربط ذلك بالواقع أكثر أكد على كونه ينتمى لعائلة منحطة لها تاريخ يموج بالكحول، ويصاب أعضاؤها فى الغالب بالجنون أو الصمم أو الصرع أو الزُهرى، وتلك النظرية التى حوال وضع أسسها تعرضت لعدة اعتراضات، لكونها تهمل الجانب البيئى الذى من الممكن أن يكون عاملا مساعدا لدعم عمليات إنتاج المجرمين.
أسس نظرية (المجرم ولد ليكون مجرمًا)
وضع العالم الإيطالى “لومبروزو فى عام 1876، أول أسس لنظريته الشهير، بأن المجرم ولد ليكون مجرم، لكونهم جميعًا يتشابهون بصورة كبيرة فى صفاتهم، وخلصت النظرية إلى وجود عشرات الصفات، التى تميز المجرم من خلالها، وتتمثل فى الوجه عميق التجاويف والذقن الصغيرة والأذرع الطويلة، والأذن الكبيرة والرأس والجبهة الصغيرة، كما تشمل البثور على الوجه وتجعيدات الشعر.
وقال “لومبروزو” فى نظريته أن المجرم يتميز بعدة سمات تجعله مختلفًا عن غيره من باقى بنى البشر، وذلك لكونه “مُفرط فى طول القامة أو قصرها” لتُقسم المجرمين إلى عدة أنواع منها المجرم بـ”الفطرة، الصرع، العاطفى، السياسى”، تلك النظرية مثلت حجر الأساس فى ”علم الأنثروبولوجيا الجنائية”.
وانتقل العالم الإيطالى لدراسة الأوشام الموجودة على أجساد المجرمين، لكونها علامة مميزة.
وقال: إنه من ضمن 100 سجين قام بدراستهم وجد حوالى 89 شخصًا تحمل أجسادهم الأوشام، معتقدًا فى ذلك بأن “الوشم” والرسومات الغريبة الأطوار على الأجساد، تعتبر إحدى خصائص الإنسان البدائى وهو مثير للاشمئزاز، ويعبر عن طبيعة الإنسان الوحشية.