بحث الأخوة الإنسانية في الدساتير المقارنة
الدكتور أحمد عبد الظاهر – أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة – المستشار القانوني بدائرة القضاء – أبو ظبي
مقدمة
في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2020م، وبناء على مبادرة قادتها كل من جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم الرابع من فبراير كل عام يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، حيث دعت فيه الدول الأعضاء والمنظمات الدولية كافة إلى الاحتفال سنوياً بهذا اليوم. ويأتي اختيار يوم الرابع من فبراير يوماً دولياً للأخوة الإنسانية تزامناً مع يوم الحدث التاريخي الذي استضافته مدينة أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، والمتمثل في توقيع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على وثيقة الأخوة الإنسانية. والهدف من وراء الاحتفال بهذا اليوم هو تسليط الضوء على مبادئ وقيم وثيقة الأخوة الإنسانية، مع مواصلة تعزيز البحث عن أفضل الممارسات التي من شأنها أن تمهد الطريق لعالم أكثر سلماً.
وفي الحادي والعشرين من شهر مارس/ آذار، يحتفل العالم باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، وذلك تزامناً مع اليوم الذي أطلقت فيه الشرطة في شاربفيل بجنوب أفريقيا النار وقتلت 69 شخصاَ كانوا مشاركين في مظاهرة سلمية ضد قوانين المرور المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري القائم آنذاك، وحدثت هذه الواقعة سنة 1960م.
وفي العديد من قرارتها، تكرر الجمعية العامة للأمم المتحدة التأكيد على أن جميع البشر يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق ولديهم القدرة على المساهمة البناءة في تنمية مجتمعاتهم. وفي قرارها رقم 74/ 137 الصادر في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول 2019م بشأن القضاء على العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب: التنفيذ الشامل لإعلان وبرنامج عمل ديربان ومتابعتهما، شددت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن مبدأ التفوق العنصري زائف علمياً ومدان أخلاقياً وظالم اجتماعياً وخطير ويجب رفضه، كما يجب رفض النظريات التي تحاول تحديد وجود أجناس بشرية منفصلة.
وانطلاقاً مما سبق، ولما كانت الدول ملزمة بتكريس المبادئ سالفة الذكر في دساتير وتشريعاتها، وباستقراء الدساتير المقارنة، يمكن القول إن مبدأ المساواة أمام القانون قد حظي بأهمية بالغة. إذ يكاد ينعقد إجماع الدساتير المعاصرة على تقرير وتكريس هذا المبدأ. غير أن بعض الدساتير لم تكتف بتقرير مبدأ المساواة، عامدة كذلك إلى التأكيد على مبدأ الأخوة الإنسانية، وهو ما نحاول إلقاء الضوء عليه من خلال هذه الدراسة، والتي تحمل عنوان «الأخوة الإنسانية في الدساتير المقارنة».
طالع الدراسة كاملة من هــــنــــــــا