المحامي الحر
بقلم: أحمد الخليفة المحامي
جل ما يمتاز به المحامي عن زملائه في القضاء والنيابة ونظرائه في هيئة قضايا الدولة أو الإدارات القانونية وحتى أفراد أسرة العدالة من الشرطة، أنه حر ومنبع هذه الميزة هي قدرته على اختيار أعماله وفقا لقناعته الشخصية دون رقيب أو حسيب إلا من ضميره.
فيحلق المحامي عاليا بتلك الحرية بعيدا عن أوامر ينفذها أو تعليمات يلتزم بها أو سلطة تضع عنقه بين غلالها، فهل ظن المحامي الحر أن تلك الحرية قد ترفعه عاليا بعيدا عن ميثاق الأخلاق، لا فبالأخلاق ثم العلم ترتفع رايات المحاماة خفاقة ويسود لها الاحترام والتبجيل والتوقير بين الناس عامة وبين أسرة العدالة خاصة.
وكما قال الشاعر:
والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ
أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ ففي طياتِه السرُ عندَ اللّهِ ينحصرُ.
هل ظننتم أن اعتدائك على زميلك والحط من شأنه أو تحقيره أو وضعه موضع الاتهام هي الحرية؟
هل ترتفع نفسك أمام عينيك وتشعر بقيمتك عندما تستأسد علة زميلك؟
إن هذا لمرض أو غرض وشعور بالنقص تعوضه عند المريض بذاءة لسانه وعلو صوته، هل رأيت في أعضاء أسرة العدالة من يقوم بذلك فتحذو حذوه؟.
ما رأيناهم إلا يوقرون كبيرهم ويشدون من عضد صغيرهم ويترابطون كبنيان مرصوص، وقد كنا من يضرب بنا المثل في ذلك فهوينا إلي أسفل القائمة، فهل من عودة ؟!.