المحاماة عريقة كالقضاء

كتب: هشام علي محمد

المحاماة مهنة حرة تشارك السلطة القضائية فى تحقيق العدالة وفى تأكيد سيادة القانون وفى كفالة حـق الدفاع عن حقوق المواطنين وحرياتهم ويمارس مهنة المحاماة المحامون وحدهم فى استقلال ولا سلطان عليهم فى ذلك الا لضمائرهم وأحكام القانون.
المحاماة رسالة سامية ترتقى إلى مرتبة الرسالات السماوية بحثاً عن الحق والعدل فى الأرض و انها مهنة نبيلة في القديم كان يزاول تلك المهنة النبلاء و الأشراف و أصحاب المكانة الرفيعة فقط و مهنة المحاماة من المهن التي ظهرت منذ القدم وبصور مختلفة وهي اليوم من المهن المحترمة التي تمتلك وضعًا خاصًا في جميع الدول .

وهي مهنة راقية تستند إلى المبادئ والإخلاص والأمانة، كما أنذها تحتاج إلى الحنكة والذكاء ويجب أن يكون المحامي شخصا يمارس مهنته بشغف ورغبة كي يكون ناجحا ومتميزا، لأن الترافع في القضايا ليس أمرا سهلا .

وقال المستشار عبد العزيز فهمي رئيس محكمة النقض المصرية عند افتتاح أولى جلساتها سنة 1931 :
إذا وازنت بين عمل القاضي وعمل المحامي لوجدت أن عمل المحامي أدق وأخطر لأن مهمة القاضي هي الوزن والترجيح أما مهمة المحامي فهي الخلق والإبداع والتكوين .

للمحامي دور كبير جداً لكونه الوجه الثاني للعدالة فالعدالة لها وجهان الأول القاضي، والثاني المحامي، لأن المحامي هو من يظهر الحقيقة ويوضحها ويؤيدها بالحجج والبراهين و العدالة تنتج من حوار بين قاض مستقل ونزيه وبين محام حر وأمين .

المحاماة والقضاء جناحا العدالة، وبدون المحاماة لا تستقيم المحاكمة العادلة، وإن استقلالية المحامى فى عمله تكون خير عنوان لحسن سير العدالة (المستشار محمود أبو الليل – وزير العدل الأسبق ).

إن مهنة المحاماة هي من أرفع و أشق المهن على الإطلاق حيث أن المحامون هم طائفة المبدعون و المتحدثون بلسان العدالة على مر التاريخ يشاركون السلطة القضائية مهمتها في تحقيق العدل و إحقاق الحق .

وقال المفكر الفرنسي فولتير عن المحاماة :
كنت أتمنى أن أكون محاميًا، لأن المحاماة أجمل مهنة في العالم فالمحامي يلجأ إليه الأغنياء والفقراء على السواء، ومن عملائه الأمراء والعظماء، يضحى بوقته وصحته وحتى بحياته في الدفاع عن متهم بريء أو ضعيف مهضوم الحق .

ويقول بييرو كالمندري نقيب محامين روما في كتابه ( قضاة و محامون ) :
يولد المحامي محامياً, أما القاضي فتصنعه الأيام إن وظيفة المحامي تتطلب من العبقرية والخيال أكثر مما تطلبه وظيفة القاضي, إذ لاشك أن التوفيق إلى استنباط الحجج القوية المؤثرة في الدعوى أصعب فنياً من مجرد اختيار الحجج المناسبة المقدمة من الطرفين لتأسيس الحكم عليها .

أن مشقة العناء التى قد يجدها المحامى قد تكون أعظم من المشقة التى يجدها القاضي فالقضاة يدركون أنهم اليوم قضاء جالس وغدا قضاء واقف ، حتى لقد كاد یصبح تقلیدا أن كل وزیر من رجال القانون أو مستشار أو قاض یتقاعد، یبادر فور تقاعده إلى الاشتغال بالمحاماة .

وقانون السلطة القضائية فى المادة 47 منه قد أوجب تعيين المحاميين بالقضاء مشترطا فى ذلك نسبة 25% للتعيين بالمحاكم الابتدائية و10%، للتعيين بمحاكم الاستئناف .

وقال المستشار عبد العزيز باشا فهمى – رئيس محكمة النقض سابقا :
إن عناء المحامى أشد فى أحوال كثيرة من القاضى، لأنه ولإن كان القضاء مشقة فى البحث للمقارنة والمفاضلة والترجيح، فان على المحامين مشقة كبرى فى البحث للإبداع والإبداء والتأسيس .

وينضم جميع من يعمل بالمحاماة تحت مظلة نقابة المحامين التي تنظمها وتضع لها بعض الشروط والقوانين اللازمة ولا تكون المحاكمة عادلة إلا بوجود من يدافع عن المتهم .

وبرز من بین المحامین من تولوا زعامة الأمم وقیادة الشعوب ورئاسة الدول والحكومات والبرلمانات، ومن اختیروا لأرفع مناصبالقضاء.

ومن المحامين الزعيم الوطنى الكبير مصطفى كامل والزعيم الوفدى الشهير سعد باشا زغلول و مصطفى باشا النحاس رئيس وزراء مصر و مكرم عبيد باشا شغل منصب وزير المواصلات ثم وزير المالية في 3 وزارات و عبد العزيز باشا فهمى رئيس محكمة النقض و مرقص حنا شغل منصب وزير الأشغال ثم وزارة الخارجية و محمد نجيب الغرابلى شغل منصب وزير المعارف ثم تولى أكثر من وزارة الي ان تولى رئاسه وزراء مصر و كامل صدقي باشا شغل منصب وزير التجارة ثم وزارة المالية و عبد الحميد عبد الحق شغل منصب وزير الشئون الإجتماعية ثم وزير الأوقاف .
ومن المحامين مهاتما غاندي زعيم الهند و جول كريفي رئيس فرنسا و فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة وكثير من تولى المناصب في كل دول العالم من المحامين .

زر الذهاب إلى الأعلى