المحاماة بين المهنة والرسالة
بقلم: محمد العريني المحامي
المحاماة رسالة سامية ومهنة عظيمه ، رسالة الشرف والأمانة والصدق ونصرة الحق ، ومهنة العظماء والفقهاء وأصحاب الرأي الحر ، ف لكي تكون محامياً بحق لابد وأن تكون مطّلعاً علي كافة المهن ، فهي ليست بذلك اليسر الذي يتوهمه البعض ، ف أن تكون محامياً يعني أن تكون صاحب رؤية شاملة لمجريات الأمور ، أن تعرف بحق أهمية العدل والمساواة والحرية في الحياة ، أن تقف علي أرض صلبة دعائمها العلم والثقافة والإبداع ، أن تكون الكلمة هي السيف الذي يقتص من الظالم ويرفع راية النصر في يد المظلوم ، أن يكون الدافع هو البحث عن الحقيقة فقط دون غيره ..
ف المحاماة في أصلها رسالة تطوعية هدفها رد الحقوق ونصرة المظلوم ، والوقوف في وجه الظلم ..
من أجل ذلك سمي ما يتقاضاه المحامي أتعاباً وليس أجراً ، وذلك لأن نصرة المظلوم ورد الحقوق لأصحابها هي في الأساس دفاع عن قيم الإنسانية والفطرة السليمة ، وذلك لا يمكن تقديره بمال ، ولأنه لا يستوي أن يكون من يدافع عن تلك القيم والمبادئ عالة علي غيره ، ف كانت أتعاب المحاماة هي حل المعادلة لضمان إستمرارية المحامي في أداء رسالته ..
ولما كانت المحاماة رسالة شرف وصدق ودفاع عن المظلوم ، فكان هناك ” قسم المحاماة ” الذي يقسم فيه المحامي علي أداء رسالته بالأمانة والصدق والشرف و إحترام الدستور والقانون ، ذلك لأن المحامي لا سلطان عليه سوي الله ثم ضميره ، لذلك وجب علي كل منا بذل أقصي ما يستطيع من جهد وعناء وإبداع في سبيل دحر الظلم ونصرة المظلوم .