الرسول المحام
كتبه: شحات خلف الله، محامي، وعضو اتحاد كتاب مصر
مهنة المحاماة باعتبارها مهنة من المهن السامية منذ قديم الأزل تم امتهانها من سيدنا هارون نبى الله لفصاحة اللسان فهى مهنة ولسان من لا لسان له ، وقد قال سبحانه وتعالى فى سورة القصص بعد بسم الله الرحمن الرحيم
” وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) ] صدق الله العظيم
والسؤال هنا من الذى استعان ومن المستعان به فى إبلاغ رسالة إلى جبار الزمان فى هذا التوقيت ؟
إنه سيدنا موسي عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام والمستعان به سيدنا هارون الفصيح البليغ منطلق اللسان قوى العبارات والبيان فلا ريب أن قلنا أنها مهنة الرسل ومن بعدهم عمل بها العظماء وقادة الدول والمؤثرين فى المجتمعات فى سائر المراحل التاريخية و العمرية من الدول على شتى بقاع المعمورة .
هناك الكثير من العوامل والظروف والتقلبات السياسية والإجتماعية التى أثرت فيها وفى منتسبيها سلباً وإيجاباً وما تناولته المسلسلات والأفلام فى الإعلام المرئي والمقروء وتصيد لبعض الهفوات من أنماط بشرية تنتمى لهذه الفئة تحت دواعى الفقر والحالة الإقتصادية جعلت من منتسبى تلك المهنة يقبلون الترافع فى العديد من القضايا التى ربما ما كانوا ليفكرون فى الترافع عنها وضاعت معها المعانى السامية لتلك المهنة
أن الصورة التى تنفر منها العقليات الناضجة التى أبرزتها المسلسلات التى اخترقت جدران البيوت وعقليات المشاهدين لا تعني أننا أمام مهنة ممتهنه أو حقيرة فهى مهنه من المهن السامية التى يستحق منتسبيها كل تبجيل وأحترام وتقدير حتى وإن كانت هناك سقطات وزلات من البعض فهذا هو حال كل المهن فيها ما فيها وعليها ما عليها
هنا لا نناقش الحرام والحلال رغم أهمية ذلك ووجوب تحرى الحقيقة وإعطاء كل ذى حق حقه فى تلك المهنة فكلنا ذوى بصيرة وعقول تتدبر وتكتشف مواطن الزلل والبعد عنها فكلنا محاسبون وعلى الديان معرضون ولكن اناقش ظاهرة هى ضياع هيبة تلك المهنة بسبب السلوكيات الخاطئة لممارسيها وعدم وضعها فى تصرفاتهم كمثال وقدوة فى مجتمعات ضاعت فيها القيم والمفاهيم
شخصية المحام وسلوكياته لها دور كبير فى إبراز أهمية المهنة وطبيعة المشتغلين بها .
ولدى قناعة راسخه أنه عند القدرة على الإنتقاء من بين المعروض ورفض ما يدنس من كرامة المهنة نجد المحام فى قومة ومحيط زملائه من الشخصيات التى يكن لها الجميع بلا استثناء كل الإحترام والتقدير
لكن عند الإنسياق والإنقياد إلى كل ما هو معروض حتى لو كان فاسداً هنا تظهر صورة التربية السلوكية والتنشئة الإجتماعية للمحام فإما أن ينتقى ويصبح السيد فى تعاملاتة أو يصبح الراكض عديم الشخصية خلف الموكلين لتحصيل أتعابه .
هل تدبرنا فى معنى كلمة تطلق على المحامى وهى { المتر -Maître ] إنها ليست وحدة قياس بل كلمة فرنسية تعنى السيد !
أيها السادة أعيدوا لمهنتكم رداء السيادة واعلموا أنكم صفوة المجتمع فقد اصطفاكم البارى بـالفـَكْ الذى يحتوى على لسان الكثير يتمنى فصاحته وبلاغته الكثيرون
وكما هو الحال فى الكثير من المهن هذا اللسان قد يؤدى بك إلى الهاوية أو القمة ولك الخيار دون الإعتماد على الظروف أو الإنقياد لتغيرات المجتمع .
وما أراه من محاولات لرفع بعض الدعاوى القضائية على بعض المسلسلات الهابطة لكونها نالت من المهنة وقدسيتها هى محاولات مذمومة لا معنى لها فهى تساعد على شهرة هذه الأعمال. وترسخ الأفكار فى الأجيال المتلقيه لتلك السموم الإعلامية .
يا سدنة العدالة وقضائها الواقف المحاماة ليست وسيلة لكسب لقمة العيش فى المجتمعات بل هى رسالة سماوية وضعت فى الأرض أمتهنها الرسول ومن بعده عظماء القوم عبر الأجيال لن ينال منكم ومن شرفها مهاترات إعلامية من راغبي الشهرة المدنسين لقيم الجمال في المجتمعات .