التلفيق في جرائم الضرب
كتب: أشرف الزهوي المحامي
رغم تعدد الجرائم وتنوعها، فإن جرائم الاعتداء على النفس البشرية تبقى هي الابشع، لأن الله سبحانه وتعالى كرم هذه النفس وأمر بالمحافظة عليها. الجريمة سلوك متجذر في كل المجتمعات منذ نشأته الأولى، والقضاء عليها بالكلية من المستحيلات، ولكن الهدف هو ضبط مرتكبيها وتوقيع العقاب الرادع عليهم بما يحد من الجرائم على وجه العموم.
إن ضبط المجرمين وتقديمهم إلى يد العدالة، يبدأ بالبحث عنهم، والوصول إلى الأدلة الجنائية ضدهم، وهو مايعرف بالتحقيق الجنائي الذي يهدف إلى حل الألغاز وفك الطلاسم المحيطة بالجريمة. مع التطور العلمي وتوافر الأدوات الحديثة في مجال البحث الجنائي بالإضافة إلى ذكاء المحقق وقوة فراسته التي تقطع الشك باليقين في كثير من الأحوال. يلعب الطب الشرعي دورا مهما في الكشف عن الجريمة وتحديد المجرمين من خلال الأجهزة الحديثة الدراسات المتقدمة.
من الأمثلة التي يمكن عرضها، التقرير الطبي، حيث يجب أن يتضمن وصف الإصابة وصفا واضحا يستوعبه غير المتخصصين في مجال الطب ثم بيان سبب الإصابة، وتاريخ حدوثها والمدة اللازمة للعلاج، وللأخيرة أهمية كبيرة في تحديد وصف الاتهام ومدة العقوبة، فالتقرير يوضح مدة العلاج إذا كان يزيد على عشرين يوما من عدمه وحجم الإصابة.
للنيابة العامة أن تأمر باستيفاء مايكون في التقارير الطبية من نقص.
على طبيب المستشفى الحكومي أن يرسل للنيابة العامة تقريرا طبيا وافيا كما أسلفنا. من المفيد لنا كمحامين أن نتعرف على الشروط الواجب توافرها في التقارير الطبية ونلخصها في النقاط التالية، أن يكون التقرير الطبي متكاملا مستوفيا المطلوب وان يوضح وصف وشكل الإصابة وسببها وموضعها من الجسم والإداة المستخدمة في إحداثها، كما لو كانت جسم صلب مثلا وبيان مدة العلاج.
ويجب أن يتم توقيع الكشف الطبي الفوري على المصاب مع التأكد من شخصيته لمنع العبث أو التلفيق ضمانا لحسن سير العدالة. ويجب على مأموري الضبط مناظرة المصاب وإثبات الحالة التي كان عليها وقت مثوله أمام القائم بأخذ أقواله، حتى لايقوم المصاب، بإضافة إصابات أخرى كيدا وتلفيقا.
الا ان الغالب في كثير من المحاضر، أن محرر المحضر لايقوم بإثبات مناظرة المجني عليه، وهو مايضعف من قوة وقيمة التقرير الطبي الذي يتم إصداره بعد ذلك. أما عن الجروح المفتعلة التي يحدثها الشخص بنفسه فإنها تكون ذات دلائل وعلامات، فهي عادة ماتكون جروح سطحية لا تشكل أي خطورة على مفتعلها، كما أنها تكون في متناول يد المصاب وغالبا ماتكون سطحية ومتوازية أو متقاطعة، ونادرا ماتكون رضية.
كما أن محدث الإصابة بنفسه يقوم غالبا برفع الملابس عن المكان الذي سيحدث به الإصابة، لذلك عند فحصها يتبين عدم المساس بها أو حدوث تمزق أو قطع أو تلوث بالدماء أن وجد، وحتى إذا حاول اصباغ الآثار على ملابسة فإن الطب الشرعي يستطيع فضح ذلك.