استقيلوا.. يرحمكم الله
بقلم: الأستاذ/ أشرف الزهوي
رسالة مفتوحة لكل من وعد الآخرين ثم اخلف وعده، وكل من خان الأمانة، الكلام عن هؤلاء الذين يجيدون فن الحديث ويتقنون إطلاق الشعارات الرنانة التي تقرع الآذان فتحرك المشاعر لدى المتلقين، ثم لا تجد من الفعل الا القليل ، ومن العمل الا الضئيل.
نقول لهؤلاء، استقيلوا يرحمكم الله، لا تخلو المناصب ذات المستوى الرفيع من مثل هؤلاء، في كافة المؤسسات والأجهزة الحكومية وغير الحكومية نصادف هؤلاء، غالبا ما تجد من الموظفين من يسخر جل وقته وجهده لمصلحة طالبي الخدمة من المواطنين، ثم تجد من بين العاملين في تلك المؤسسة بعض الموظفين الذين ضاعت ضمائرهم، وخارت عزائمهم، وفترت همتهم، منهم من تجده مشغولا بهاتفه المحمول معظم الوقت، يتساوى في ذلك من يمارس الألعاب الجذابة مع من يقرأ في الأمور النافعة، لأن وقت العمل ملكًا للعمل فقط.
إذا صادفت يوما أثناء التعامل مثل هؤلاء، فإنك ستجده أحرص ما يكون على تطبيق التعليمات واللوائح بحذافيرها، ليس حبًا ولا احترامًا للقانون، ولكن أملا في تعقيد الأمور وإرهاق المواطن حتى يبحث هذا العميل عن موظف آخر قد يجد لديه من السماحة وروح القانون ما يستطيع به أن ينجز مصلحته.
يمكن تقسيم مثل هؤلاء القلة في مؤسساتنا إلى ثلاثة أصناف، الأول ينظر إلى الوظيفة التي يمتهنها نظرة الشيء الذي لا مفر منه، ويجد ساعات العمل ثقيلة على قلبه ولا يفكر في أن راتبه الذي يتقاضاه هو مقابل لما يقوم به في عمله، وغالبا ما تجد هذا الصنف كثير الشكوى من ضعف الراتب وقد اعتاد توجيه سهام النقد لمن حوله، ولكنه لا يقبل الرشوة أو العطايا من الآخرين.
أما الصنف الثاني، فهو يتقن تعقيد الأمور ويتفنن في وضع الإجراءات الروتينية العقيمة أملا في دفع المواطن إلى البحث لديه عن حلول التي غالبا ما تتوافر مقابل عطية أو هدية أو سمها اذا شئت رشوة.
أما الصنف الاخير فهو من النوع الجبان الذي يخشى على نفسه الوقوع في الخطأ، فيدقق ويدرس ويبحث ثم يتشكك فيراجع رؤسائه، وهذا الصنف غالبا ما تجده جاهلا بدقائق الأمور، وذات شخصية ضعيفة ومعدل الأداء لديه ضعيف ويكره التعامل والمواجهة.
أما في النقابات المهنية والجمعيات الأهلية والمناصب القيادية والمجالس التشريعية، فإن وجود مثل هذه الأصناف يتسبب في أزمات ومشكلات وتعطيل مسيرة العطاء والإنتاج والتقدم وللحديث عنهم بقية.