إسرائيل في ذكرى النكبة !

بقلم: أحمد سلام

لقد جفت الدموع وعندما تحل الذكري يئن القلب الموجوع تحسرا علي حلم تواري في زحام الأيام ليأتي يوم الخامس عشر من مايو كل عام ذكري لإعلان قيام دولة إسرائيل تحتفي خلالها السفارات الإسرائيلية في العواصم العربية التي تبادلت السفراء معها إعترافاً بأمر واقع مفاده ضياع فلسطين ودوام إسرائيل دولة تعيش في أمان طالما العرب في تيه وإنقسام وهي الشواهد الدائمة التي جعلت حديث القوة هو الأمر الوقع فليس لأصحاب القضية وزن وقد نال منهم ما أريد لهم فصائل وجماعات تتناحر لأجل الكعكة الدسمة المغلفة بإطار يدغدغ المشاعر مسماه القضية الفلسطينية وهي القضية التي إنتهت منذ إعلان وقف الكفاح المسلح وظهور ثمرة إتفاقيات أوسلو سلطة وطنية يجلس رئيسها في مبني المقاطعة في رام الله مغلوباٌ علي أمره يتحرك بإذن من إسرائيل قرين صوت خافت غير مسموع وتلك علامات الوهن والخضوع وقد إنتهي الأمر إلي موت ياسر عرفات مسموماً وتولي محمود عباس أبو مازن قيادة الدولة الفلسطينية الورقية غائبة السيادة علي فتات من أرض عربية تحيط بها من كل جانب الدولة القوية التي جمعت يهود الشتات في إطار دولة تم الإعلان عنها في 15 مايو سنة 1948 .
في ذكري النكبة السلام والتحية إلي أرواح شهداء الحروب العربية الإسرائيلية وقد خرجت إسرائيل من كل حرب قوية بداية من حرب فلسطين وحتي هزيمة يونيو 1967 فقط فعلها الجيش المصري وكسر شوكة إسرائيل في أكتوبر عام 1973 في مقدمة لإسترداد سيناء من براثن دولة وجدت دعما بلا إنتهاء من الغرب وتحديدا عند النشأة ولاحقا تولت الولايات المتحدة الإمريكية الدعم حتي وصل الأمر بأن أرسلت معدات ودبابات بل وطائرات إستجابة لإستغاثة جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل إبان حرب أكتوبر وهو ماجعل الرئيس السادات يتعامل مع الواقع المر لكل عربي الذي مفاده أن الحرب هي حرب تحريك وليست حرب تحرير بعدما تعذر بل إستحال إلقاء إسرائيل في البحر خلال الحقبة الناصرية طوال الستينيات التي شهدت معارك كلامية دغدغت المشاعر وصدق الشعب أن جيشنا علي مشارف تل أبيب بينما الجيش الإسرائيلي يقترب من القاهرة بعد إحتلال سيناء في ست ساعات خلال حرب يونيو التي نالت من مصر كثيرا ليستلزم الأمر الخلاص وقد مات الرئيس جمال عبد الناصر وسيناء محتلة والجيش يتأهب للحرب التي حققت توازنا جعل إسرائيل ترضخ للسلام وهي نفسها التي قال وزير دفاعها موشيه ديان في يونيو 1975 أنه يجلس بجوار التليفون ينتظر مكالمة من جمال عبد الناصر يعلن فيها الإستسلام وتلك أضغاث أحلام .
فطنت مصر السادات للأمر وأجادت قراءة الأرض وكانت النتيجة عودة سيناء بالحرب والسلام بالتزامن مع لعنات وإهانات وإتهامات بالعمالة والخيانة لأن الرئيس السادات إختار السلام واضعا في إعتباره فلسطين مع سيناء وتم رفع الأعلام الفلسطينية علي فندق مينا هاوس بالجيزة إنتظارا لحضور ياسر عرفات للوصول لحل يتزامن مع تفاوض مصر لإسترداد سيناء والمحصلة غياب منظمة التحرير الفسطينية وعودة سيناء لمصر بعد طول عناء وهنا يسجل التاريخ للرئيس أنور السادات قولته من لديه حلا يقدمه وكان ذلك خلال التفاوض مع إسرائيل الذي إنتهي إلي إتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام في عام 1979 .!
رحل الرئيس السادات شهيدا في السادس من أكتوبر عام 1981 وبعد رحيله قبل ياسر عرفات التفاوض مع إسرائيل التي إشترطت التخلي عن الكفاح المسلح وكانت أوسلو محطة لأتفاقيات هشة إنتهت إلي دولة فلسطينية بلا سيادة .
في ذكري إعلان قيام دولة إسرائيل التي تُعرف بذكري النكبة .المناسبة صارت من أدبيات النواح والبكاء علي اللبن المسكوب  فلسطين ضاعت علي يد أصحاب القضية وقد إنتهي زمن القومية العربي إلي لاشيئ . الفائز هو الرئيس أنور السادات الذي أطلق ياسر عرفات النار إبتهاجا لمقتله لتثأر الأيام للرئيس السادات الذي سبق عصره قبل أكثر من أربعين عاما وقد إسترد سيناء وهاهي فلسطين خريطة بلا مسمي تواري الإسم وصارت كل الخرائط تحمل إسم إسرائيل التي من حقها أن تحتفي في الخامس عشر من مايو كل عام بذكري إعلان دولة إسرائيل أما عن النكبة فهي ضعف أصحاب القضية ووهن العرب ليظل المسجد الأقصي أسيرا والأرض التي كانت عربية قيد أسر سوف يطول إنتظارا لزوال دولة إسرائيل وهذا ليس بمستحيل . !

زر الذهاب إلى الأعلى