أخنوس فانوس.. المحامي القبطي الذي أسس جمعية خيرية لمساعدة المحتاجين
كتب: عبدالعال فتحي
ولد أخنوخ فانوس 1856 بأسيوط، والتحق بالجامعة الأمريكية ببيروت عام 1870، وعاد في 1878.
وأسس جمعية خيرية في أسيوط لمساعدة المحتاجين، ومنكوبي الأزمة الإقتصادية ونقص المواد الغذائية.
واشتغل بالمحاماة أمام المحاكم الأهلية، إبتداء من عام 1884، ومنحته الجامعة الأمريكية درجة الدكتوراة الفخرية عام 1910، وترأس المجلس الإنجيلي العام بالقاهرة، وكان من أشهر محامي جيله.
كان شخصية لها دورها الإجتماعي بدرجة ما، دخل مجال الأحزاب من الباب الطائفي، وكان العقد من 1907 إلى 1914 عقد تأسيس الأحزاب.
وتواجد على الساحة حزبان كبيران كل منهما له قيادته المعروفة وله أفكاره وسياسته وهما: الحزب الوطني: مصطفى كامل ومحمد فريد ، وحزب الأمة: محمود باشا سليمان ، وأحمد لطفي السيد، وعام 1908 وعلى صفحات جريدة مصر عدد 2 سبتمبر أصدر “أخنوخ فانوس” دعوته لتأسيس الحزب المصري.
كان البرنامج مغاليا في مصريته وعلمانيته ، ودعوة للتمثيل الطائفي فيما اقترحه من نظام نيابي، وظهر الطابع الطائفي للحزب فيما كتبه “أخنوخ فانوس” وترحيب الصحافة الإنجليزية به.
وقاطع الأقباط هذا الحزب كما قاطعه المسلمون ولم يدخله أحد غير مؤسسه، أي أن الحزب مات في المهد، وفي مقتبل الأيام كان “أخنوخ فانوس” محاصرا من الرموز القبطية ذات الإتجاه الوطني والقومي أمثال “واصف غالي” وويصا واصف وسنوت حنا”، وربما كان التوجه الطائفي لدى “أخنوخ” هو الذي أود رد الفعل لدى إبنته “إستر” التي عاشت وماتت وفدية ، ولدى ابنه “جميل” الذي إقترب من حزب الوفد في عهده الجديد بعد أن عاد الوفد للساحة السياسية.
جعل أخنوخ فانوس الدين علاقة بين الإنسان وربه حتى يتسنى للأمة أن تحقق مجدها ورقيها من ذلك قوله:
ومرجع الدين إلى الخلاق والموعد الأخير يوم باق
لو شاء ربى وحدة الأديان لقامت الوحدة كالبنيان
وهى ليست دعوة للعلمانية بقدر ما هى دعوة لاحترام عقائد الآخرين وبناء جو من الثقة المتبادلة مع الآخر، وواصل دعوته إلى أن الذى يصون ويقيم دعائم الوطن الاتحاد الراسخ الجذور وتحقيق الراعى العدل والمساواة بين الرعية، ويقول فى ذلك:
لا شىء يحمى حوزة الأطان إلا وئام يحكم البنيان
لا شىء يحمى علم البلاد إلا اتحاد راسخ العمال
وأن يكون الملك العظيم خير دليل مجدهم يقيم