أحوال شخصية
بقلم الأستاذ/ أشرف الزهوي المحامي
لله في خلقه شئون، إنه يدبر الأمر وهو على كل شئ قدير. الباحث في أحوال البشر، والعلاقات الأسرية، ورابطة الزوجية، يجد اختلافا كبيرًا بين الخلائق، في محاكم الأسرة تختلف الحكايات، وتتنوع المشكلات، قد تضجر وتسام الزوجة من حياتها فتلجا لطلب الطلاق، وقد يهجر الزوج الذي كان يعيش ملك زمانه منزل الزوجية، فتضطر الزوجة إلى طلب النفقة.
الزوجة تشتكي مر الشكوى من عصبية الزوج، والزوج يضيق من غيرة زوجته وملاحقته ومراقبة حركاته وسكناته. ولنا في أخبار السابقين القدوة والمثل ” أراد زين العابدين أن يعقد على امرأة، فقال لها في مجلس العقد، اني رجل سئ الخلق، دقيق الملاحظة، شديد المؤاخذة، سريع الغضب، بطئ الفئ اي بطئ الرجوع إلى حالة الهدوء، فنظرت إليه وقالت : أسوأ منك خلقا، تلك التي تحوجك إلى سوء خلق، فقال لها : انتي زوجتي ورب الكعبة.
فمكث معها عشر سنين، ماحدث فيها الا كل خير، ثم وقع بينهما خلاف، فقال لها غاضبا. أمرك بيدك ( اي انه جعل طلاقها بيدها أن شاءت طلقت نفسها).. فقالت له : اما والله… لقد كان أمري بيدك عشر سنين فأحسنت حفظه… فلن اضيعه انا ساعة من نهار. وقد رددته إليك.. فقال لها : ألا والله انك أعظم نعم الله على.
تملك المرأة مفتاح حل المشكلات، وسبل كسب الرجل مهما كانت طباعه، فبذكائها تستطيع أن تجعله يلين انصياعا لرقة مشاعرها.. بحبها وتالقها.. بمرحها وعفويتها تستطيع أن تأسر قلبه، بصبرها وتصرفاتها… بردود فعلها البسيطة، وانتقائها للكلمات تستطيع أن تجعله رقيقا.. ودودا حنونا.. عطوفا.. متفهما.. مراجعا لنفسه دائما خوفا من ان يفقدها، أو يخسرها. أيها الرجال رفقا بالقوارير.