3 مواقف كانت بمثابة نقطة تحول حقيقية في حياة الدكتور أحمد فتحي سرور

كتب: علي عبدالجواد

     أوضح الدكتور أحمد فتحي سرور، المحامي بالنقض، وأستاذ القانون الجنائي، ورئيس مجلس الشعب الأسبق، أن هناك ثلاثة مواقف أثرت في حياته، وكانت نقلة حقيقية، وهي ليست مواقف سياسية، بل كلها مواقف علمية حياتية؛ سردها كالآتي:

الأول: وأنا طالب عندما درست شخصية الزعيم «مصطفى كامل باشا» المحامي.

والثاني: عندما كنت معاونًا للنيابة العامة، فبعد تخرجي من «كلية الحقوق» كنت الناجح الوحيد في دبلومة العلوم الجنائية، وفي أثناء اعتماد النتيجة في مجلس الكلية كان النائب العام المستشار المرحوم حافظ سابق عضوًا بالمجلس، فسأل عميد الكلية متعجبًا: طالب واحد فقط نجح في دبلومة العلوم الجنائية؟ فرد عليه الأخير: إن هذا الطالب وكيل نيابة عندكم، فتعجب قائلًا (معقوله؟).

     فانتدبني النائب العام في نيابة استئناف القاهرة فترة الصيف، وحينها انتُدبَ المرحوم المستشار/ عادل يونس، محاميًا عامًا لاستئناف القاهرة، بعد أن كان بنيابة النقض الجنائي في ذلك الوقت.

    وكنت أعرض القضايا المحالة إليّ على المرحوم عادل يونس، فعبر عن إعجابه الشديد بما أؤديه من عمل، وأخبرني أنه سيراعي ذلك في الحركة القضائية، فسألني: أين تحب أن تكون؟ أجبته نيابة الجمالية. فابتسم وقال لي: لماذا نيابة الجمالية؟ فأخبرته أنني كنت منتدبًا بها صيف العام الماضي، ووجدت نفسي مدير لها، فهي نيابة صغيرة. فابتسم مرةً أُخرى، ووجدت نفسي في الحركة القضائية في مكتب النائب العام.

    وفي التوزيع الداخلي وُزعتُ على نيابة الشئون المالية والتجارية التابعة لمكتب النائب العام، وكان مدير النيابة المرحوم المستشار/ محمود كامل عطيفة، وكان مكتب المستشار/ عادل يونس في الطابق الذي يعلو مكتبي، وكلما صعدت لمصافحته لم أجده، وعندما تمكنت من لقائه سألني: أين تم توزيعك؟ قلت في نيابة الشئون المالية والتجارية، فأخبرني أنه يريدني معه في نيابة النقض، وأعطاني كتاب دوري وتعليمات نيابة النقض وطلب مني مذاكرتها جيدًا، وتفاجأت بأن طلبني النائب العام في اليوم الثاني، وأخبرني أن المستشار/ عادل يونس طلب منه طلبًا غريبًا للغاية، وقال :”أنت وكيل نيابة متخرج من ثلاث سنوات فقط كيف لك أن تعمل في نيابة النقض، ففي الطبيعي أنه لا يوزع إلى نيابة النقض إلا رئيس نيابة قديم”، فصمَتُّ. فسألني: هل أنت من أقربائه؟ فأجبته لا. فعاود سؤالي: هل أوصى عليك أحدٌ عنده؟ فأجبته لا. فقال لي: على كلٍ سنُجرب فلن نخسر شيئًا، فعملت بنيابة النقض ثلاث سنوات، وكنت في غرفةٍ واحدة مع المستشار أبو الفضل حفني، والمستشار سعيد نصار رحمهما الله.

   أما عن الموقف الثالث فكان بعد حصولي على درجة الدكتوراه، حيث دعاني عميد الكلية المرحوم الدكتور/ محمود مصطفى، ووجهني بتقديم طلبٍ لأكون مدرسًا بالكلية، فأخبرته أنني أعمل في نيابة النقض، ماذا سأُخبرهم!، قال لي “يا فتحي أنت مكانك معنا هنا”، وأعطاني ورقة بيضاء وبدأ يُملي عليّ صيغة الطلب، فكتبته راضيًا وفخورًا وتقدم به إلى مجلس الكلية، وأصبحت مدرسًا في اليوم التالي.

زر الذهاب إلى الأعلى