شمولية المحاماة

بقلم/ الحسيني العسقلاني المحامي

تتعدد مهام المحامي بين كافة دروب وأطياف المجتمع لما يحمل من رساله تتطلب منه أن يكون ملم بالقوانين وتعديلاتها الصادرة من الدولة.

لذلك فيشهد مكتب المحامي على تنوع معلوماته بسبب كثره الاساله التي يتلقاها ويتوقع منه الموكل أن يكون محاميه علي علم بكل أمور الحياه وهذا يصبح واقع تدريجي حتي يتمكن المحامي من اقناع موكله وعند استخراج التوكيل يتولد لدي المحامي مسؤليه جديدة في رقبته أمام الله تعالى على كل عمل أو جهد يستلزم هذا الأمر.

المحامي يتعامل علي أمور فنية في كافة المجالات العلمية والعملية ويترتب عليه ان يكون باحث في الموضوع المعني به سواء كان طبي أو هندسي أو محاسبي الخ..

بالإضافة إلى كل ما يشمل الانسان من ماله وعقاره وحريته وما يخص أسرته حتى يعيش المحامي في كوكبه من التفاصيل المتناهيه الصغر في كافه الاعمال التي يقوم بها وبالاضافه ان المحاماه تتطلب فراسة وسرعة بديهة سواء في البحث عن المعلومه أو طلباته حتي يتمكن من إنجاز اعمال كثر لاكثر من شخص مختلفين في الموضوع في اليوم الواحد.

يتحور حول مهنة المحاماة اعمال لابد ان تكون جزء منها مع اختلافها في الشكل

حيث يشمل يوم المحامي في المحكمة والمكتب علي مهن تحويها مهنة المحاماة

كالإدارة والبيع والتسويق وخدمه العملاء والكتابة والبحث والمحاسبه والسكرتارية إلخ..

ويعد هذا التنوع بما يكمنه من تفاصيل شاقة نفسيا لكثره سماع المشكلات والعمل علي حلها ومتابعتها وارضاء الجميع وجسديا بما فيه من تحركات في كافة دروب الدولة وبالاخص في مناخ بيروقراطي قد يعيق من العمل نفسيا وجسديا وماديا في آن واحد.

المحامي يتطلب منه امانه وعلم وعمل ومظهر ورقي في المعاملات وسعة صدر وسرعة استجابة.

كل هذا يؤكد أن المحاماة رسالة وليست مهنة كون هدفها الأساسي هو قضاء حوائج الناس ودفع الظلم عنهم مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة التخاصم «إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ»

المحاماة مهنة قضاء حوائج الناس وفي قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )

زر الذهاب إلى الأعلى