2020 أحلاماً تتحقق وشباباً يتألق
بقلم: أ. علي هلال
أيام تفصلنا عن استحقاق دستوري هو الأول من نوعه (انتخابات مجلس الشيوخ المصري) بعد أن أقره المصريون في التعديلات الدستورية ٢٠١٩، وبعد مرور ما يقارب العشر سنوات على ثورة يناير المجيدة وسبعة سنوات على ثورة يونيو العظيمة.
واللذان كانَ على رأس مطالبهما تمكين الشباب المصري الذي كان يعاني من التهميش والاستهتار والاستهانة بقدراته منذ سنوات مضت، واليوم نجد الدولة المصرية قد أولت اهتماماً كبيراً بالشباب ووضعت شبابها على رأس أولوياتها ونُصب أعيُنها.
ولكن لماذا اتجهت الدولة لتمكين الشباب؟
وهل هذا التمكين صورياً أم حقيقياً؟
وهل الشباب المصري مؤهل ليتمكن من مناصب قيادية حقيقية؟
أحلاماً ظلت تراودنا لسنوات عديدة وعقود من الظلام مضت واليوم بعد ثورتين تحقق الحلم، السراب أصبح حقيقة يشاهدها الجميع تجربة حقيقة أمامنا.
ولقد انتهجت الدولة هذا المنهاج واتبعت هذا الاتجاه والطريق بعد أن كان ملف مهدوراً حقه طوال الوقت بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد حكم الدولة المصرية وذلك إيماناً منه بأن مصر لن تحيا إلا بشبابها شعار رفعته الدولة المصرية منذ عام ٢٠١٦ وأطلقت هذا العام عاماً للشباب ليُخرج طاقاته وليُبدع وينطلق ويؤكد على الشعار الذى أطلقته الدولة المصرية فقلد كان ومازال وسيظل ملف تمكين الشباب على رأس أولويات القيادة السياسية بعد أن أطلقت مؤتمرات الشباب الدورية، التجربة التي أثبتت نجاح عظيم وأخرجت لنا ثمار نجده اليوم موزع في أركان الحكم داخل الدولة وظل الشعار مرفوعاً دائماً ستحيا مصر بشبابها.
أما عن مدى حقيقة هذا التمكين فتنوعت واختلفت الأقاويل والأراء ما بين المؤيد والمعارض ولكن بعد مرور اربعة سنوات على عام الشباب المصري تأكد للجميع أن التمكين للشباب أصبح حقيقة يراها الجميع فنجد عداداً كبيراً من اعضاء تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين وأعضاء البرنامج الرئاسي تم تمكينهم نواباً للمحافظين كخطوة غاية في الأهمية للنهوض بالمحليات وبمناصب قيادية داخل الوزرات والهيئات الإعلامية ليكونوا بمثابة شُريان يُعيد الحياة للمؤسسات المُنضمين إليها وجزءاً اخر من هؤلاء الشباب مرشحاً وبقوة لعضوية مجلس الشيوخ، فمما لاشك فيه أن ذلك هو التمكين الحقيقي وليس الصوري الذى اعتدنا عليه في عصور الظلام.
وعلى جانب أخر يُطرح دائما سؤالاً هام وهو مدى أهلية الشباب المصري لهذا التمكين، وهنا يتضح لنا نقطة هامة وهي أن القيادة السياسية كان ومازال لديها الإصرار على نجاح التجربة فكان الاختيار للشباب ليس عشوائياً وإنما عن علم وخبرة ودراية، اختيارات ثاقبة من قيادة حكيمة تم تأهيلهم قبل تمكينهم ليكونوا قيادات بأماكنهم.
فتحية واجبة للقيادة السياسية التي ربطت حياة مصر بتمكين شبابها ورفعت شعار التأهيل قبل التمكين اصراراً منها على نجاح التجربة وتحويل الحلم لحقيقة، وتحية حب وتقدير للشباب الذين أكدوا للدولة ان الشباب المصري قادر على القيادة، وكل التوفيق للمُرشحين الشباب بمجلس الشيوخ فأنتم من تحملون لنا الأمل فالمستقبل.