الثقافة المنشودة لصناعة مُحامٍ مُتميز (7)

بقلم: د. حمدي أبو سعيد

[1]
أستهل هذا المقال رقم (7) من هذه السلسلة بكلمات قيمة للأديب الكبير الأستاذ عباس العقاد (تُ 1964م)، حول أهمية “القراءة”، وأنَّه لا غنى عنها لأي أحد؛ باعتبارها “الحياة” بكثل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وأبعاد؛ فيقول رحمه الله: ((لستُ أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عُمراً في تقدير الحساب .. و إنِّما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة – دون غيرها – هي التي تُعطيني أكثر من حياة؛ لأنَّها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق)) ..
((إنَّ القراءة ليست من الكماليات أو شيء للرفاهية؛ بل هي فريضة إسلامية .. ألم تسمع قوله تعالى: (اقرأ)، هذا أَمْر!)) ..
((عندما أقرأ كتاباً، لا أقرأ سُطوراً و إنِّما أُعايش أرواحاً)) ..
((إنَّنَّي لا أتمنَّى أن أصل إلى سن المائة كما يتمنى غيري، وإنِّما أتمنَّى أن تنتهي حياتي عندما تنتهي قُدرتي على الكتابة والقراءة)) ..
هكذا كانت القراءة والكتابة في حياة كاتبنا الكبير عباس محمود العقاد رحمه الله، وهو الأديب العصامي الذي علَّم نفسه بنفسه من خلال قراءاته الموسوعية الكثيرة في كافة المجالات، والتي أثمرت في النهاية عن مشروع فكري ثقافي أدبي فلسفي عميق ..
وبعض هذه السياحة القصيرة في رياض “العقاد؟ الفسيحة الغنَّاء، أُواصل المسير مع استكمال بعض الفوائد المُنتقاه من “القراءة المثمرة” للمفكر الدكتور عبد الكريم بكار، والمتعلقة بأهم مفاهيم وآليات القراءة المثمرة كطريق للثقافة الموسوعية الشاملة التي يحتاجها المحامي، وكُلُّ أحد يعيش في عصر التقدم التقني والتدفق المعلوماتي والمعرفي الرَّهيب ..

[2]
الحوار مع الكاتب:
لا ريب في أنَّ الهدف الأساسي من قراءة أي كتاب، ينبغي أن يكون هو الاستفادة والارتقاء في معارج العلم والفهم، وتحسين المحاكمة العقلية لدى القارئ، ونقد الكتاب، ومُحاولة العثور على وجهة نظر أخرى غير وجهة نظر المؤلف ..
إنَّ القارئ الجيد لا ينجح في فهم الكتاب فحسب، وإنَّما يتجاوز ذلك إلى فهم التيار المعرفي أو المذهب الذي ينتمي إليه الكاتب، وهذا يُساعده على ترشيد حُكمه النقدي، ومن ناحية أخرى لا ينبغي للقارئ أن يُصدر حُكماً نهائيّاً على الكاتب من خلال الكتاب الذي يقرأه، إلاَّ إذا تبيّن له أنَّه آخر كتاب له ..
ولتلافي ذلك يُمكننا أن نقترح بعض النقاط التي تُمثل مساقات لنقد القارئ لما يقرأ، وذلك في الآتي:
1 – إنَّ كثيراً من الكُتَّاب، لا يكتفون بعرض وجهات نظرهم، بل يسعون إلى إقناع القارئ بذلك، لكن الإشكال أنَّ بعض الكُتَّاب يلجأ إلى البيان والخطابة، دون المعلومات، وهذه الظاهرة من أكثر النواقص الكتابية ..
2 – بإمكان القارئ أن يقول في نقده: إنَّ بعضَ المعلومات التي نقلها الكاتب غيرُ صحيحة؛ والقاعدة تقول: ((إن كُنتَ ناقلاً فالصِّحة، وإن كُنت مُدَّعياً فالدليل))؛ فتوثيق المعلومات هو ما ينبغي على الكاتب أن يفعله ..
3 – مما يمكن أن يكون نقداً مُحدَّداً؛ القول: إنَّ الكاتب أهمَل عواملَ أساسية في أثناء بعض مُعالجاته، مما جعلها ناقصة، وهذا شائع في عالمنا العربي ..

[3]
القراءة المحورية للكتب:
القراءة المحورية هي تلك القراءة التي تستهدف الوقوف على معلومات وأفكار ومفاهيم، تتعلق بموضوع معين؛ فهي تستهدفُ استخراجَ كل ما يُمكن استخراجه من الكتاب المقروء؛ فتَملُّك ما في الكتاب وفقهُه وفهم موضوعه واستيعاب مُحتواه هو الغاية منها ..
البداية:
كثيرًا ما تبرق عناوين لقضايا أو مُشكلات، يرى المرء أنها تستحق البحثَ والمعالجة، وكثيرًا ما يجد المرءُ بعد ذلك أنَّ الموضوع الذي ظَن أنَّه يُمكن أن يكون محورًا لقراءات مُكيفة قد قُتل بحثً ..
الخطوة الأولى: أن يطلع القارئ على الكُتب والمراجع التي تعرض الأدبيات العامة للعلم الذي ينتمي إليه الموضوعُ الذي يقرأ من أجله، ويخدمه في ذلك الاطلاعُ على فهارس بعض المكتبات ..
الخطوة الثانية: وتتمثل في قراءة الفصول والمقاطع والنصوص التي يرى أنها لَصِيقةٌ بموضوعه، ويجب أن تكون القراءةُ هذه المرة تحليليةً ..
الخطوة الثالثة: وتتمثل في توزيع النصوص التي اخترناها على الأسئلة التي استطعنا بلورتها، والقارئ بحاجة إلى درجة عالية من الشفافية حتى يلتقط أجوبةَ أسئلته من نُصوص ربما كانت في الأساس بعيدةً عن حقل الموضوع الذي يُعالجه ..

إن أصعب نُقطة هي البداية، لكن لنكن على ثقة أننا سندهش من أنفسنا عندما ننطلق .. والأمر لن يحتاج سوى الالتزام: التزامًا جادًّا ودقيقًا بقراءة ساعتين يوميّاً مدةَ خمس سنوات على نحو متواصل، وستكون هناك نتائج مُدهشة وباهرة، فوق ما نظن ..

قراءة كتاب من كُب التاريخ .. (نموذجًا)
ونسوقُ هنا نموذجاً يتمثل في كيفية قراءة كُتب وموسوعات التاريخ، وكيف نتعامل معها؟ .. وقد تم اختيار قراءة كُتب التاريخ كنموذج لدراستنا؛ لما للتاريخ من أهمية كبيرة في صناعة الوعي بالماضي، وكيفية النهوض بالحاضر، واستشراف آفاق المستقبل من خلال الاستفادة من دروس التاريخ وأحداثه التي تتكرَّر تقريباً في كُلِّ جيل، وكثيراً ما نسمع أو نقرأ من العبارات ما يُشير إلى ذلك؛ كقول من يقول: ((ما أشبه الليلة بالبارحة!))، ومن يقول: ((التاريخُ يُعيد نفسه))، وهكذا ..

إنَّ مُعظم الكتب تتناول بعض المسائل والموضوعات في بعض العلوم، لكنها لا تمنحنا رؤية واضحة حول نوعية الأحكام والمعالجات التي تتم في ذلك العلم، ولا تُبين مدى مصداقية التعميمات والقوانين التي يستخدمها الباحثون فيه؛ مما يُولد بعض الانطباعات الخاطئة لدى القراء ..
ومعرفة القارئ بتاريخ العلم الذي يقرأ فيه، وبطبيعته ومُشكلاته الحقيقية، ستعودُ عليه ببصيرة معرفية لا تُقدر بثمن، وقد اخترتُ أن أُقدم للقارئ الكريم هذه الخلفيةَ عن (علم التاريخ)، ولعلي أُوجز ما أظنه يُساعدُنا على تشكيل رُؤيةٍ حول هذا العلم، في المفردات الآتية:
1 – تعرَّض (التاريخ) إلى مواقفٍ مُتباينة كثيرة، فقد تعرض للإفراط والتفريط، فقوم جعلوه كلَّ شيء، وقال قوم آخرون: إنَّه لا شيء ..
يرى الأستاذ (هرنشو) أن أقرب العلوم الطبيعية شبهًا بالتاريخ هو (الجيولوجيا)، فالمؤرخ يعتمد في معرفة الوقائع على آثار أو سجلات سَلِمت من عَوادي الزمن، وقيمتها في دِلالتها على الماضي لا في ذاتها، وعلي المؤرخ أن يقوم بـ(الجراحة النفسية والعقلية)؛ ليستشرف العواملَ الخفية، لكن بين التاريخ والجيولوجيا مُفارقة كبيرة؛ فالصُّخور شواهد مُحايدة، لكن وثائق التاريخ كُتبت بيد إنسانٍ، ويدرسها إنسانٌ له عواطفُه ومعاييره ومُسلماته ومصالحه ..

2 – مهما امتلك المؤرخ من عناصرَ مُساعدةٍ على قراءة التاريخ، فإنَّه لا يستطيع أن يجد كل المواد التي يحتاجها في بناء الصورة التي يُوضحها للناس ..
إنَّ إشكالية المسألة التاريخية لا تنتهي عند جمع معلومات مُجردة، حيث إنها أيضاً أسلوب رواية، وطريقة تحليل، ومنهج تركيب، وهذه مُجتمعة تُمثلُ أدواتِ تقديم المعرفة التاريخية ..

3 – من أخطر ما يتعرض له العمل التاريخي (الانتقائية)؛ فالروايات المتعددة حول حادثة ما، تُلزم المؤرخ أن يختار منها ما يتناسب مع رؤيته العامة لتلك الحادثة، فالانتقاءُ الذي يقوم به المؤرخ يجعل البنيانَ التاريخي كله انتقائياً، أي أن ثقافة المؤرخ وحَدسه ومدى اطلاعه على الواقعة ومُركبه العقلي العام، ومزاجه وخياله .. كلُّ ذلك وسائط وأدوات معرفية تشترك في تشكيل الصورة التي اجتهد المؤرخ في تقديمها ..

4 – طبيعة (العمل التاريخي) تُملي نوعًا من الالتزام الأدبي على المؤرخ نحو قُرائه، فهو إلى جانب شعوره بضرورة توخي الدقة والأمانة، يشعر بضرورة تقديم صُورة كاملة عن الحدث الذي يُؤرخ له ..
ولذا فإنَّ المؤرخ يَعتبر الحقائق القليلة المتوفرة، تمثلُ كلَّ الحقائق المحيطة بالحدث، وعليه من جهته أن يَسُدَّ الثغرات، ويُكمل النواقص التي فيها، ولن يكون ذلك إلاَّ من خلال إصدار سلسلة من الأحكام التي ترسم صُورة – ما – للواقعة التي يتحدث عنها ..

5 – اختلاف المؤرخين في سَوْق الأحداث وتحليلها؛ يعود إلى أسباب كثيرة، ولعلنا هُنا نُشير إلى أهمها في المفردات الآتية:
(أ) – للمزاج تأثيره في صياغة الحدث التاريخي، وهُناك إلى جانب هذا أهواء التحيز أو الافتراضات المرتبطة باتباعِ المؤرخِ فئةً مُعينة، أو مذهباً مُعيّناً ..
(ب) – مهما بلغ المؤرخ من العالمية، فإنَّه في النهاية يظل ابن بيئته ومُحيطه، ووليد لحظات زمانه المتغير، فالبيئات الجغرافية والاجتماعية والثقافية، بكل ما تحمله من ثوابت وملامح ومُعطيات وتقاليد ومفاهيم وأفكار وأمزجة؛ تُبرمج آليةَ التفكير والتحليل والتفسير لدي المؤرخ ..
(ج) – حاول الباحثون في فلسفة التاريخ أن يقفوا على العوامل الرئيسة التي تتحكم في سير التاريخ، وقد تشعبت بهم السُّبلُ وأخذ منهم الاختلافُ كلَّ مأخذ في العامل الحاسم، وكلُّ مؤرخ لا يجد بُدَّا من التركيز على كل ما يدعم نظريته ..

6 – النتيجة التي يُمكن أن ننتهي إليها من وراء كل ما سبق هي أنَّه ليس في أعمال المؤرخين موضوعية مُطلقة؛ لأنَّ المؤرخ مهما أكثر من مُحاولات إلزام نفسه بالبُعد عن التحيز، فإنَّه لن يتوقى ذلك على نحو تام ..

7 – حين يقع حدث تاريخي ما، فإنَّه لا يقع في فراغ فكري أو اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو جُغرافي، بل تظل هُناك عواملُ مُؤثرة في صياغة حجم الحدث ومضمونه، ودلالته ونتائجه، ولا بد أن يُراعي المؤرخ وقارئُ التاريخ ذلك؛ حتى لا يُسيء الفهم ..

7 – لم نُرد من وراء ما ذكرنا الحطَّ من قَدْرِ التاريخ، وإنَّما أردنا أن نُوضح بعضَ المعالم التي تُساعد على تكوين خلفية ثقافية لدى من يُطالع في كُتب التاريخ، على أمل أن يُكمل القارئ عملَ المؤرخ، فالكتاب التاريخي لا يُؤدي رسالته المعرفية من غير تَلَقٍّ حَسَن من قُرائه ..
ومما يُساعد القارئَ في كتاب تاريخي على فهم عميق: أن يقوم بطرح سلسلة من الأسئلة، وذلك نحو:
1 – هل المؤرخ ذو صبغة مذهبية مُعينة، أو اتجاه فكري مُعين؟ ..
2 – هل البيئة التي ينتمي إليها بيئة مُغلقة، أو بيئة مفتوحة تختلط فيها الأعراق والأجناس والثقافات؟ ..
3 – هل المؤرخ ممن يُحاول أن يترك مسافة واعية بين رأيه الشخصي وبين الأحداث التي يُؤرخ لها؟ ..
4 – هل المؤرخ على دراسة حسنة بما يُكتب عنه، وهل مصادره التي اعتمد عليها موثوقة؟ ..
5 – هل المؤلف يُكثر من التفاصيل الدقيقة في رواياته، أو أنَّه يكتفي بالوقوف عند أُصول الأخبار والوقائع؟ ..

كلمة قبل الختام:
كان القصد الأساسي من وراء هذه الرسالة تعزيز الاهتمام بممارسة القراءة واصطحاب الكتاب، بالإضافة إلى تحسين فِعْل القراءة، واستثماره على أفضل وجه مُمكن ..
ولا يخفي أنَّ ما ذكرناه هو النَّمُوذج الأرقى في تنظيم الجُهود القرائية، وسيكون بإمكان كل قارئ أن يقترب من ذلك النموذج على مقدار ما تسمح به إمكاناته وظُروفه ..

إنني أعتقد أننا سننال من القراءة أكثر؛ كُلَّما كان وعيُنا بما نُريده من ورائها أكثرَ نُضْجاً وتنظيماً ..

[4] قائمة مُقترحة بأهم الكُتب في “القراءة”:
وإليك أيُّها القارئ الكريم قائمة بأهم الكُتب المُتخصصة في “القراءة”، والتي تُعطي قارئها آليات وطُرق وأساليب مُهمة لكيفية قراءة الكُتب، قراءة مُثمرة مُفيدة، وكيفية التعامل مع الكُتب؛ والتعرف على آليات وأساليب “القراءة السريعة”؛ بهدف تحقيق أقصى استفادة مُمكنة من “القراءة”، وتحويلها من مُجرد قراءة عادية كقراءة الصُّحف والجرائد والمجلات، إلى قراءة مُثمرة مُفيدة، تُؤتي أُكلها علماً نافعاً وثقافة موسوعية بتوفيق الله وعونه؛ وهذه أهم الكتب التي حرصت على انتقائها بعناية من قائمة كبيرة في هذا المجال:
1 – كتاب: (القراءة المثمرة .. مفاهيم وآليات)؛ تأليف: المفكر أ. د. عبد الكريم بكار، طبع ونشر: (دار القلم/دمشق)، -الطبعة السادسة- عام: 2008م ،ويقع الكتاب في (132 صفحة) من القطع الصغير، بحجم كف اليد، والكتاب مليء بالفوائد النافعة، وقد عرضت طرفاً من فوائده في يعض هذه المقالات ..

2 – كتاب (فصول)؛ تأليف الأستاذ عباس محمود العقاد، طبع ونشر (مؤسسة هنداوي/القاهرة)، في عام: 2013م؛ ويقع الكتاب في (269 صفحة)، والكتاب عبارة عن المقالات الأولى للأستاذ العقاد، وفي هذا الكتاب (7 مقالات) مُهمَّة؛ بعنوان: (ساعات بين الكُتب)، ضمَّنها الكثير من الفوائد التي يحتاجها كُل من يُريد أن يتعرف على أهمية القراءة وقيمة الكتاب في حياة الإنسان ..

3 – كتاب: (قراءة القراءة)؛ تأليف الأستاذ فهد الحمودي، طباعة ونشر: (مكتبة العُبيِّكان/ الرياض)، في عام: 2006م ويقع الكتاب في (285 صفحة) من القِطْعِ المتوسط، والكتاب كُله يدور حول سؤال طرحه المؤلف: كيف نقرأ قراءة فاعلة مُثمرة؟ .. وقد تناول المؤلف الكثير من القواعد والأساليب المهمة التي تجعل قراءتنا للكُتب قراءة مُثمرة ..

4 – كتاب: (كيف تقرأ كتاباً؟)، تأليف: البروفيسور موريتنر آدلر، وزميله أ. تشارلز فان دورن، الأساتذة بمعهد (العلوم الفلسفية) بأمريكا، وقد كتبا هذا الكتاب في عام 1940م، ويُعتبر من أعلى الكتب مبيعاً في وقته وحتى الآن، وقد أعاد (أ. آدلر) صياغته من جديد ليتناسب مع الجيل الحالي من القُراء، والكتاب ترجمه الأستاذ طلال الحمصي، ونشرته (الدار العربية للعلوم/بيروت)، عام: 1995م، ويقع الكتاب في (373 صفحة)؛ وهذا الكتاب جاء في أربعة أقسام، وعشرين فصلاً، تناول في القسم الأول: مقدمة حول فن القراءة، وفي القسم الثاني: فُنون التعامل مع الكتب، وفي القسم الثالث: كيفية قراءة الكُتب في العلوم التطبيقية والأدبية والتاريخية، والعلوم والرياضيات، والعلوم الفلسفية، والعلوم الاجتماعية، وفي القسم الرابع: فن القراءة الموجهة إلى تخصص واحد ..

5 – كتاب: (القراءة الجامحة)، تأليف: المُعلمة الأمريكية دونالين ميلر، وزميلتها سوزان كيلي، ترجمة أ. سارة عادل، طباعة ونشر (مؤسسة هنداوي/ القاهرة)، عام: 2017م، ويقع الكتاب في (312 صفحة)، والكتاب يتناول بالتفصيل أهم السمات التي ينبغي على القارئ الجامح (كثير القراءة) اكتسابها على نحو سلس وهادف وبارع؛ بدءاً من اختيار الوقت المناسب للقراءة، وكيفية الاختيار الصحيح للكتاب، ومُشاركة القراءة مع قُرَّاء آخرين، ووضع الخُطط المناسبة للقراءة، وأنه ينبغي أن يكون للقُرَّاء الجامحين تفضيلات لبعض الكُتب، ويزخر الكتاب بملاحق مُهمة هي عبارة عن استبيانات وبُحوث استقصاء يُمكن للقارئ أن يستفيد منها في قياس مدى استفادته من الكُتب ..

6 – كتاب: (الهامسون بالكُتب)، وهو من الكتب المفيدة الرائعة، ويُعتبر تكملة للكتاب السابق؛ وهو من تأليف: المُعلمة الأمريكية دونالين ميلر، ترجمة: أ. أميرة علي، مُراجعة: أ. سارة عادل، تحقيق: أ. جيف اندرسون، طباعة ونشر (مؤسسة هنداوي/ القاهرة)، عام: 2017م، ويقع الكتاب في (312 صفحة)، وقد اتخذت المؤلفة عنواناً جانبيّاً آخر للكتاب هُو: (إحياء القارئ الكامن داخل كل طفل)، والكتاب وإن كانت هذه المعلمة قد أعدته خصيصاً لتلاميذها من اليافعين الصغار، إلاَّ أنَّ كثيراً من الكبار في عالمنا العربي والإسلامي في أشد الحاجة إلى الاستمتاع بقراءته والاستفادة ممَّا جاء فيه من فوائد كثيرة، وأنقل هُنا شهادة لزميلة المؤلفة في مدرسة (ويست سكول، بنيويورك)، وهي المعلمة (آرلين سكولنيك)، وهي شهادة صِدْق، وقد تأكدتُ من صدقها وأمانتها بعد قراءتي لهذا الكتاب الرائع؛ إذ تقول: ((إن حُبَّ ميلر الشديد للقراءة ،ورغبتها في تنشئة قُرَّاء لا يتوقفون عن القراءة طوال حياتهم أمرٌ مُلهِمٌ؛ فهي بارعةٌ في أسلوب جذبها لطلابها إلى عالم القراءة الخاص بها .. إنه كتاب رائع؛ سوف يُشجِّع المعلمين على النظر باهتمامٍ أكبر إلى الطُّلاب القارئين في فُصولهم، وإلى أسلوبهم في تعليم القراءة ودعم هؤلاء الطلاب)) ..

7 – كتاب: (طفل يقرأ)؛ تأليف: المفكر أ. د. عبد الكريم بكار، طبع ونشر مكتبة (دار السلام/ القاهرة)، عام: 2011م، ويقع الكتاب في (150 صفحة)، وهو كتاب مُفيد للكبار والصغار على حدٍّ سواء في الترغيب والتحبيب في القراءة، ومعرفة أصول وقواعد قراءة الكتب، وكيفية اختيار المناسب منها ..

8 – كتاب: (الكتاب في العالم الإسلامي)؛ تحرير: أ. جورج عطية، ترجمة: أ. د. عبد الستار الحلوجي، العميد الأسبق لكلية الآداب/ جامعة القاهرة، نُشر ضمن سلسلة (عالم المعرفة) التي يصدرها (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت)، عام: 2003م، والكتاب يقع في (320 صفحة)، يضم هذا الكتاب مجموعة دراسات كتبها عُلماء غربيون بارزون حاول كل منهم أن يستجلي مَلْمَحاً من ملامح الكتاب في الحضارة الإسلامية، وأن يُقدم رؤيته لجانب من جوانب تلك الصورة المشرقة التي احتلها (الكتاب) في ضمير هذه الأمة .. وإذا كانت الكُتب قد ارتبطت بأماكن العبادة على مدى التاريخ كله، فاحتضنتها المعابد الوثنية والأديرة المسيحية والمساجد الإسلامية، واتخذتها الدول الحديثة وسيلة لنشر مبادئها وفلسفاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فقد كان لها في ظل الإسلام والدولة الإسلامية شأن كبير. والذين يُؤرخون للحضارة الإسلامية يقفون مشدوهين أمام حركة التأليف والترجمة التي امتدت جُذورها في القرن الأول الهجري، وآتت ثمارها في القرن الثاني، وما تلاه ..

9 – كتاب: (كيف تُتقن فن القراءة السريعة؟)؛ تأليف: د. لوري روزاكس، طباعة ونشر: (مكتبة جرير/ الرياض)، عام: 1998م، ويقع الكتاب في (283 صفحة)، وهو من أعلى الكُتب مبيعاً في العالم، وقد جاء الكتاب في: مُقدمة وتسعة أبواب؛ الباب الأول: في أساسيات القراءة السريعة، والباب الثاني: في كيفية تطوير قُدراتك في القراءة، والباب الثالث: في أساليب القراءة الديناميكية، والباب الرابع: في كيفية قراءة الرسائل التجارية، والباب الخامس: في كيفية استخلاص أكبر استفادة من الصحف، والباب السادس في: كيفية قراءة المجلات والمواد التخصصية الفنيّة، والباب السابع: في كيفية قراءة الكُتب الدراسية، والباب الثامن: في القراءة من أجل المتعة، والباب التاسع: في مُراجعة لأساليب القراءة السريعة ..

10 – كتاب: (الانطلاق في القراءة السريعة) تأليف: أ. بيتر كومب، طباعة ونشر: (مكتبة جرير/الرياض)، الطبعة الرابعة، عام: 2007م؛ ويقع الكتاب في (292 صفحة)، وقد جاء الكتاب في (36 فصل)، كانت عبارة عن نصائح في كيفية تنمية مهارة القراءة السريعة، ولعلَّ إن تيسرت الظروف سأعرضها بمشيئة الله تعالى في مقال مُستقل، لأهميَّتها الكُبرى ..

11 – كتاب: (القراءة السريعة)؛ تأليف: أ. توني بوزان، طباعة ونشر: (مكتبة جرير/الرياض)، الطبعة السادسة، عام: 2007م، ويقع الكتاب في: (329 صفحة)، ويحتوي الكتاب على خمسة أبواب، سمهاها المؤلف (أجزاء)، تناول في الجزء الأول: (كيف تكتشف سرعتك في القراءة؟)، وفي الجزء الثاني: (أهمية العينين في القراءة)، وفي الجزء الثالث: (كيفية التركيز العالي والقُدرة على الاستيعاب)، وفي الجزء الرابع: (كيفية تطوير المهارات المتقدمة لسُرعة القراءة)، وفي الجزء الخامس: (حتى تُصبح أستاذاً في القراءة: ينبغي عليك أن تكون بارعاً في الاستخدام المتقدم للنظام البصري/العقلي)؛ والذي يُميِّز هذا الكتاب كثرة الاختبارات التي وضعها المؤلف لكل جُزء من أجزاء الكتاب، حوالي (17 اختبار)؛ لقياس مدى القُدرة على الاستفادة من المادة العلمية المطروحة في تنمية وتطوير مهارات القراءة السريعة ..

12 – القراءة السريعة المهنية؛ تأليف: أ. جيرهارد هورنر؛ ترحمة: أ. محمد جديد، طباعة ونشر: (مكتبة العُبيِّكان/ الرياض)، الطبعة الأولى عام: 2007م، ويتناول الكتاب خبرات المؤلف في مُعالجة الموضوعات التالية: كيف ومتى تقرأ؟، كيف تستوعب المعلومات؟، كيف تحتفظ بنظرة شاملة على ما قرأت؟، كيف تُميز بين المعلومات المهمة وغير المهمة؟، كيف تُنشئ من المعلومات المختلفة روابط فيما بينها؟ .. هذه الأسئلة وغيرها يقوم المؤلف (جيرهارد هورنر) بالإجابة عليها من خلال هذا الكتاب الممتع، ويُركز على أنَّ القراءة السريعة هي أسلوب مهني وجديد في المطالعة، ومن خلالها سيكون بوسعك أن تتلقى وتستوعب في أقصر وقت كميات من المعلومات، لم يكن من الممكن أن تتصور حجمها وتأثيرها؛ مما يُوفر لك مزيداً من الوقت لإنجاز أمور مفيدة أخرى في الحياة ..

13 – كتاب: (القراءة السريعة بأسلوب النجمة)؛ تأليف: أ. أشرف غريب، طباعة ونشر: (مكتبة العُبيِّكان/الرياض)، الطبعة الأولى، عام: 2006م، ويقع الكتاب في (166 صفحة)، ويتناول: أهم مُشكلات القراءة وحلولها، وكيف تقرأ قراءة سريعة بأسلوب النجمة؟، وكيف تفهم ما تقرأه؟، وكيف تعمل على تقوية ذاكرتك؟ .. ويُقدم الكتاب العديد من الحلول العملية لكيفية اكتساب مهارة القراءة السريعة بأسلوب النجمة؛ ويقصد المؤلف بأسلوب النجمة: ((القراءة السريعة، باتباع خمس خُطوات؛ هي على الترتيب: (التهيؤ للقراءة – التصفح – التأشير بوضع الخطوط والعلامات – المراجعة) ..

وهُناك العشرات من الكتب الرائعة والممتعة في هذا الباب المهم الذي يُعطي القارئ المجتهد، أو القارئ (الجامح) بحسب تعبير الكاتبة الأمريكية (دونالين ميلر) مهارات القراءة المثمرة، ولكني سأكتفي بما ذكرته هُنا، وأسأل الله العلي القدير أن ينفعني وزملائي المحامين الكرام، وكل من يقرأ بما كتبت .. والله من وراء القصد؛؛؛
* – وللموضوع – صلة وتكملة – في مقال آخر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه ..

زر الذهاب إلى الأعلى