“يوم الكرامة”.. صفحة من نور فى تاريخ المحاماة
كتب: أشرف زهران
يستمر المحامون في ضرب أروع الأمثلة في الاصطفاف، والوحدة فى الدفاع عن قضاياهم وحقوقهم، والذي تمثل أخيرا فى حضورهم من مختلف أنحاء الجمهورية إلى مقر محكمة جنوب القاهرة بزينهم للتضامن ومساندة النقيب العام فى جلسة استئناف الحكم الصادر ضده من محكمة جنح مستأنف المقطم بحبسه عامين، وكفالة عشرين ألف جنيه فى اتهامه بمنع قيد خريجى التعليم المفتوح بنقابة المحامين.
أصداء حكم إدانة النقيب
لم يكن سماع الحكم بإدانة النقيب العام بالهيّن على المحامين. فعقب صدور قرار محكمة جنح مستأنف المقطم، انتفض المحامون يعلنون عن كامل دعمهم وتأييدهم للنقيب العام ومجلسه فى كل القرارات المتعلقة بالتنقية، خاصة فيما يتعلق بوقف قيد خريجى المفتوح، والذى بدا واضحا من توالى وفود المحامين على النقيب العام لإعلان التضامن، وتقديم الدعم والمساندة من شتى أنحاء الجمهورية، ومن مختلف الإدارات القانونية بشركات القطاع العام والخاص، ومن حملات التضامن عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ومن إصدار النقابات الفرعية بيانات التأييد والتضامن.
شرف الدفاع في القضية
ومع استمرار حملات التضامن، وبعدّ المحامين مدافعين بطبيعة مهنتهم، أراد الجميع أن ينال شرف الدفاع عن قضية النقيب العام ليقينهم الكامل بأنها ليست قضيته وحده، وإنما قضية جميع المحامين فى الحفاظ على كيانهم ونقابتهم. ومع هذا الحماس المتزايد، خرج النقيب العام ليفصل القول بتوليه مهمة الدفاع عن نفسه وعن النقابة.
يوم جلسة “الكرامة”
أطلق المحامون على يوم جلسة نظر استئناف حكم النقيب “يوم الكرامة” لما يؤمنون به من أن هذه القضية تمس كرامتهم، وعزتهم، واستقلال نقابتهم، فحضروا منذ صباح ذلك اليوم متوافدين من شتى أنحاء الجمهورية، دفاعا عن حقوقهم وكيانهم، حاملين لافتات التضامن. ومع اقتراب انعقاد الجلسة، شهدت قاعة المحكمة تكدسا وازدحاما كبيرين من المحامين للاستماع لمرافعة نقيبهم فى قضيتهم. ولم يكن الزحام فى قاعة الجلسة فحسب، بل شهد محيط المحكمة حشدا كبيرا تجاوز خمسة آلاف محام.
انتصار الإرادة
لم يتحمل المحامون الانتظار لأكثر من ساعتين لإعلان انتصار إرادتهم. فعقب مرافعة نقيبهم، التى وصفت بالتاريخية، لم يكن أمام القاضى سوى إصدار حكمه بقبول الاستئنافين المقدمين من نقيب المحامين، سامح عاشور ، والنيابة العامة على الحكم الصادر ضده فى قضية التعليم المفتوح شكلا، وإلغاء الحكم، وعدم قبول الدعويين المدنية والجنائية لرفعهما بغير الطريق الذي رسمه القانون، لتنطلق هتافات الانتصار والفرح.