ومضة قانون (14) “المُحَامِي كَارِيزمَا”
بقلم: أحمد خميس غلوش
لم نكن نرى أحدَا يخرج في الزمن الجميل عن قيم وتقاليد وأدب ووقار ونبل المحاماة.
أرباب الكلمة إبداعَا أو تأليفَا أو كتابةَ أو خطابةَ أو محاماةَ أو صحافةً، هم الحماة الحقيقيّون لقيمة وأدب وأمانة ونزاهة وجدّيّة ووقار ورسالة الكلمة.
رجائي عطيّة
نقيب المحامين – رئيس اتّحاد المحامين العرب
تَستَقبلُ الشُعوبُ دومَاَ من أرحام مُثقَّفِيهَا.. أفكارَا، تخلُق أجواءَ الطّمأنينة لأبنائها من راحاتٍ وخدماتٍ يُستَظلّ بها.
فهي تُولَد من عُقول المُفكّرين بعد معاناةٍ مع القراءات والتّحليلات والنّقد والعصارات الفكريّة، وعديدٍ مِن الكتابات، كي تُغَطِّى بعضَ احتياجاتِ المُجتَمع، ومن أمثلتها: مُتَابَعَة سنّ التّشريعات ومُناقشة القَوانِين وإبداء الآراء القانونيّة، والإسهام في تحقيق العدالة.
والقائم على تلكَ الخدمات بلا شكٍّ هو “رجل القانون” ذلك الدّينامُو الّذى يُسَخِّر كافّة طاقاتِه، والّتي تَجرِى أيضَا جُهودُه ساعيَةَ لأبناء مُجتَمَعِه.
من أجل توضيح الحقائق القانُونيّة، وكذا تقديمه المُساعدات والاستفسارات والاستشارات المُتعلّقة بالجرائم، وسائر الأمُور بشأن القضايا المختلفة، ونحو ذلك.
والمُحَامِي رغم كونه رَجُل قانونٍ إلّا أنّه ذو شخصيّة غير تقليديّةٍ، تمتاز بإمكاناتٍ وقدراتٍ ذات طابعٍ خاصّ، فمثلَا، هُو: بليغٌ _ فقيهٌ خطيبٌ _ مفكّرٌ _ صبورٌ _نزيهٌ مثقّفٌ _ وقورٌ _ حكيمٌ _ أمينٌ _ حرٌّ _خدومٌ _ أديبٌ _ قيادي _ مُحلّلٌ _ نبيلٌ _ مبدعٌ _ إنساني _ و ………. ، والوصف يطُول.
وخيرُ من يُجسّد كلّ ذلك.. هو أُستاذُنا/ معالي النّقيب المُفكّ رجائي عطيّة.
ومن الثّابت دُستوريَّا وفقهَا وقضاءَ، أنّ المُحَامِي هو شريكٌ رئيسٌي للسُّلطة القضائيّة باعتباره رجل القضاء الواقف بكبريائه في مِحرَاب العَدالة المُقدّس، تطبيقَا لنصّ المادّة (١٩٨) من الدّستور المِصري.
فالمُحَامِي.. كَارِيزمَا.. تمشى على الأرض لِتَصنعَ مجدَ القانون على جبين السّماء، تجذِبُ بعطر ذكائها أنوفَ المُتَقَاضِين، وتُداعبُ العُقولَ بدهاءِ المنطقِ، وتَصدَحُ بالحقّ دائمَا، وبعزةٍ تُشيّدُ بقواعد الحجّةِ قُصورَ العدلِ وقلاعَ الرّحمةِ وحُصُونَ المُساواة.
ومِن ثمّ يُمكننا أنّ نرى بوُضوحٍ أنّ المُحاماةَ تقف إلى جانب القضاء تُؤدّى دورَا عظيمَا، في تجسيد هيبة الميزان بجُدران المُجتمع، فتعدِل كَفّتُهُ أنظمَتَه، وترفعُ الأُخرَى بسحريّةٍ فائقةٍ.. مصالِحَه وخَدَمَاتِه.
وخِتامَا: عَلَى المُحَامِي أحلامٌ.. أعبَاءٌ، وأماناتٌ كثيرة.