ومضة قانون ( ٩ ) ” الْقُرْآَنُ الْمَجِيْد و الْمُحَامِى “

كتبه : أحمد خميس غلوش

فِى الوَاقِع ، هنالك تأمّلات جدّ رائقة وانسجامات رائعة .. مُتناغمة .. عملاقة التّشييد .. تخلق لنا قلاعاتِِ حصينةََ مُدجّجَةََ بدفَاعٍ ربّانِىٍّ قويم .. تَقِينا من مكائد الشّيطان إلى يوم الدّين _ نجدها كلّها ” فى جميع آيات القرآن الكريم ” _ والمُنصِتُ لها : يَحيَا نعَيمََا لا يُمكن أن يُتَرجِمُهُ عقلٌ أو قلبٌ أو وُجدَان .. فهُو أعظَمُ الكَلام وأقوَاه وأحبّه وأجلّه .

حينما نُفتّشُ فى مكنونات تلك الآيات العطرة .. تفوح معانيها ، فنرَى اللَّه تعالى ، قد اصطَفاها لَنا بِكُلّ حكمةٍ بالغةٍ وعظيم التّوضيح والهداية ؛ من أجل عبادته سبحانه ، والتّقرّب إليه ، فنَحْنُ عبَاده .. خَلقَه .. ومِن صُنعِه .. عزّ وجَلّ ، وهو الرّحمن الرّحيم .. خالقُ الأكوان بمِيزانٍ دَقيقٍ فائق الإبدَاع والإِِتْقَان .

لقد أعطانا اللّه .. أجمل عطيّة صالحة لكلّ الأمكِنة والأزمان ، ألا وهى هديّة القرآن ، يُمكِنُنَا أن نترافع بها وهى كلامه سبحانه ، فرجاؤنا منه أن ينصرنا دومََا ،و أن نحارب كيدَ الشّيطان ..كَى نسلم فى الدّنيا ، وتكون مُحامينا وتشفع لنا حتّى يوم المُحاكمة الكُبرى فى دار الآخرة ، فحفظُ وتدبّر كلام اللّه : هو خير دفاع ومحامِ .

وقِياسََا على مختلف هذه الآيات ؛ يمكن توافر دلائل عدّة.. تؤكّد بيقين ٍ مدى مشروعيّة ” مهنة المُحاماة ” ووجودها فى القرآن الكريم .

فمثلَا : –

* (( ولا تكُن للخَائنِين خَصِيمََا )) سورة النّساء الآية (١٠٥) .

* وبِقِرَاءة كتاب اللَّه الكريم ، سيّما موقف ” النّبىّ موسى عليه السّلام ” أثناء مُجابهته فرعون ،ومناجاته
ربّه ، فى قوله تعالى : (( رب اشرح لى صدرى ويسّر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى اشدد به أزرى واشركه فى أمرى )) سورة طه _ الآيات : ( ٣٤ ، ٣٥ ) .

* وكذا قوله أيضََا عليه السّلام ، عندما أمره اللّه عزّ وجلّ أن يذهب إلى قوم فرعون الظّالمين ..
يقول اللّه تعالى : (( أخى هارون هو أفصح منّى لساناً فأرسله معى ردءا يصدقنى وإنى أخاف أن يكذبون )) سورة القصص _ الآية : (٣٤) .

_ وثمّة الكثير من الآيات القرآنية المتعدّدة التى دلّلت على قضيّة الميزان ، والمحاكم يوم العرض . وفيها ترشِدُنا الرّسائل الرّبّانيّة والتّعليمات ، كما قال اللّه تعالى فى سورة الرّحمن : الآية (٨)
* (( ألّا تَطْغَوا فِى المِيزَان ))

الخُلاصة : تُعتبَر مهنةُ المُحاماة ضاربةََ بجذورها فى أعماق تاريخنا الإسلامىّ ، وشرعيّةََ وفقَا لنُصُوص القُرآنِ المَجَيد .

زر الذهاب إلى الأعلى