ومضة قانون ( ٢٣ )  “الْشُّرَكَاْء “

كتبه: أحمد خميس غلوش

قلنا فى مقالٍ سابقٍ أنّ المُحَامِي.. كَارِيزمَا.. تمشى على الأرض لِتَصنعَ مجدَ القانون على جبين السّماء، تجذِبُ بعطر ذكائها أنوفَ المُتَقَاضِين، وتُداعبُ العُقولَ بدهاءِ المنطقِ، وتَصدَحُ بالحقّ دائمَا، وبعزةٍ تُشيّدُ بقواعد الحجّةِ قُصورَ العدلِ وقلاعَ الرّحمةِ وحُصُونَ المُساواة .

واليوم نتكلّم عن نجوم القضاء السّاطع فى سماوات الحقّ ، إنّهم رجال القضاء والنّيابة  ذلك الشّريان الشّريك الحيوي الّذي يغذّى دومََا مع مثيله رجالات المحاماة _ جسدَ العدالة .

فهما ( المحامي والقاضي ) شريكان ، يرويان بعطائهما ، ويشكّلان ويقوّيان بُنيانَ المُجتمع القانوني على مرّ الزّمان .

وفى مقالٍ لسعادة الأستاذ النّقيب / رجائى عطيّة_ فيه يقول  :  ”  يشترك  المحامون ، مع رجال القضاء في أنّهم  جميعََا ينتمون إلى معهد واحد وإلى دراسة واحدة ، مايعلمه المحامي يعلمه من باب أولى رجل القضاء والنّيابة _ هذا من ناحية القواعد والمبادئ والأحكام ، وإنّما يأتي دور المحاماة الحقيقي من زوايا واقعيّة لا تكون مرئيّة أو غير مرئيّة بالقدر الكافي لرجل القضاء.

رجل القضاء ممنوعٌ من أن يقضي بعلمه ، بل هو يفقد الصّلاحية لنظر موضوع ما إذا كان له به علم أو رأى شخصى يخلّ بخلوّ الذّهن الواجب تحقّقه له لينظر في الموضوع المعروض أمامه ، و الّذي إليه وحده مناط الفصل فيه بعيدََا عن أىّ تأثّر قد يخلّ بما ينبغي له من حيدة تغيّاها القانون ويتغيّاها رجل القضاء ذاته ، ويحرص عليها .

المحامي فى حركته ، متخفّف _ إن صدقت نواياه واستقامت مبادئه والتزم الموضوعيّة والوقار _  من كلّ هذه القيود ، بل إنّ عليه فى محاولة الاقتراب من موضوعه أن يتلمّس فى جمع المعلومات عنه كلّ سبيل ، وأن يطرق كلّ باب مشروع لتكوين الصّورة الصّحيحة لديه ، والّتي يكمن دوره الحقيقي في بثّها إلى رجال القضاء _ نيابة أو محكمة _ مساهمةََ في إنارة طريق العدالة ، ومن ثمّ رعاية واحترام حقوق الإنسان ” .

وبالابتناء على ماذُكِر ، فإنّه .. لا يمكن لأحد أن يتصوّر  قيام الكِيان المقدّس للعدالة بدون وقوف هيكل المحاماة العتيق ، بجانب صرح القضاء العريق .

زر الذهاب إلى الأعلى