نظرة إلى برنامج “مع الله”
بقلم: أ. أشرف الزهوي
من روائع الفكر في المحتوى الذي يقدمه المركز الاعلامي لنقابة المحامين، نشر حلقات البرنامج الإذاعي “مع الله ” الذي يعد علامة بارزة في تاريخ الإذاعة المصرية – صوت العرب – بلحنة المميز ومقدمته التي وقرت في قلوبنا واستقرت في عقولنا منذ الطفولة.
تعتمد فكرة البرنامج على تقديم رؤية واضحة للفكر الإسلامي الصحيح بعيدا عن الشطط أو الهوى، كانت المفاجأة التي أصابت بعض شباب المحامين، أن صاحب المحتوى والفكر الذي يقدم البرنامج هو معالي نقيب المحامين.
ان استمرار هذا البرنامج لما يقارب النصف قرن يؤكد على قيمة وروعة المضمون، وإنني أدعو الزملاء الأفاضل إلى الاستماع جيدا لحلقات هذا البرنامج والتركيز في حديث المفكر الكبير رجائي عطية، لتذوق حلاوة اللغة العربية والمحسنات البديعية وتقديم الأفكار بوضوح وجزالة العبارات واعتماد لغة عبقرية تجمع بين البساطة والعمق، بحيث يقبلها ويفهمها العامة وينحني أمامها علماء اللغة.
أما عن المحتوى والأفكار التي يقدمها البرنامج فهي رؤية عميقة بأسلوب سلس للقيم والمبادئ الإسلامية التي تخاطب العقول وتنفذ ببساطتها وروعتها إلى القلوب.
وقد نشر الموقع بتاريخ الجمعة ١٤ أغسطس الحلقة رقم ١٩٨ من برنامج مع الله التي يتحدث فيها معالي النقيب عن مفهوم الحرية في الإسلام بأسلوب أكثر من رائع وعبارات تجمع مفردات اللغة العربية المبهرة، يقول الأستاذ في إحدى العبارات في جملة واحدة عن قيمة الإسلام وأنه ليس من المتصور أن يكون الخروج منه كما تشاء: فإن كان الإلغاء والرفض والخلع والانسلاخ والانضواء والترك مفروض او مفترض أو متصور في الانتماء إلى الأحزاب أو الأندية أو البرامج، ولكن الإسلام أخوة في الله أبدية في الدنيا والآخرة.
إننا في مهنة المحاماة في حاجة دائمة للبحث في كنوز اللغة العربية لاستخراج الكلمات التي تحمل المعنى الذي نريد أن نستخدمه ليكون معبرا عما نريد توصيلة إلى المخاطبين به، لذلك فإن متابعة مثل هذه البرامج سوف يثري الأسلوب والمذكرات التي نحتاج إليها في مهنة المحاماة.
إنها دعوة للتشبث بلغتنا الجميلة وتحذير من هجرها وتنبيه لأن قيمتنا وهويتنا وأصالتنا ترتبط دائما بمستوى اللغة الذي نملكه.