مواقف من حياة محمد أبو شادي سادس نقيب للمحامين
كتب: أشرف زهران
كان الأستاذ محمد أبوشادي، من المحامين البارزين في عصره حتى صار في عام 1925سادس نقيب للمحامين وذلك خلفا للنقيب مرقص حنا، وكان أحد أعضاء حزب الوفد البارزين.
وكانت هناك روايات تروى عن “أبوشادي” تدل على حدة الذكاء وسرعة الخاطر، ومنها ما روي أنه وقف خطيبا فى حفل سياسى أقامه حزب الأحرار الدستوريين، فأستهل خطبته بقوله اللهم أفضحنا ولا تسترنا فأمسك الجالس إلى جواره بملابسه يريد إجلاسه، فأعاد عبارته اللهم أفضحنا ولاتسترنا، فصعد جاره إلى المنصه ليقصيه عنها، فقال بصوت مرتفع اللهم افضحنا ولا تسترنا؛ ليتبين الخبيث من الطيب، فدوى الحفل بالهتاف والتصفيق.
ومن الروايات الأخرى التي رويت في حق نقيب المحامين السادس، أنه كان يحل مشاكل قريته وقد ظنت أسرة أن عددا من أبناء أسرة أخرى مختلفة معهم اتفقوا على اتلاف زراعتها، وكادت تنشب فتنة في القريه فجمع “أبوشادي” المشتبه فيهم وأوقفهم في مكان ووضع في مكان معين حماراً أسوداً.
وقال لهم ليمسك كل منكم بذيل الحمار ويضغط عليه بكامل قوته؛ فإذا نهق الحمار أثناء ضغط أحدكم فإنه يكون هو الجانى فذهبوا واحداً واحداً، وعادوا فشم يد كل منهم وعلى الفور اخرج الجاني.
والسؤال الدائر في ذهن كلٍ واحد منا كيف أخرج الجاني؟!! وكان ذلك أنه وضع خرقه سوداء مبللة بالجاز على ذيل الحمار فتلوثت أيدى الأبرياء الذين أمسكوا بذيل الحمار، وضغطوا عليه بالجاز، أما الجاني فإنه خشي من نهيق الحمار فلم يلمس الذيل فلم تبتل يده من الجاز فخلت بذلك من الرائحه وهكذا استطاع هذا العملاق ضبط الجاني فأنقذ القريه من فتنة لا تحمد عواقبها.
وعندما كان يتقلد “أبوشادي” منصب وكيل نقابة المحامين، وكانت الانتخابات على الأبواب، وكان نقيب المحامين انذاك مرقص حنا مسجون قام بجمع التوقيعات من المحامين، ، وأرسلهل مجلس النقابة برقية إلى النقيب السجين قالوا فيها: «يا حضرة الزميل سجنت أو لم تسجن أنت نقيب المحامين، لقد زدت عندهم منزلة وعلوت قدراً بما تتحمله من الأذى والتضحية، فالله يرعاك فى شدتك ويبارك فى إخلاصك وثباتك».