معهد محاماة القاهرة الكبرى يعقد محاضرتين حول التحكيم.. صور
كتب: عبدالعال فتحي
تصوير/ أحمد سمير
عقد معهد محاماة القاهرة الكبرى، اليوم الأربعاء، تحت رعاية الأستاذ عبدالحليم علام، نقيب المحامين ـ رئيس اتحاد المحامين العرب، محاضرتين حول التحكيم لمحامي ومحاميات الجدول العام، الملتحقين بالدورة الخامسة من نقابات شبرا الخيمة ـ شمال الجيزة ـ جنوب الجيزة، بمقر انعقاد المعهد بنادي المحامين النهري بالمعادي.
ألقى المحاضرتين الدكتور سمير صالح شعبان أستاذ المرافعات والتحكيم، تناول خلالها التعريف بالنظام القانونى للتحكيم وصور الاتفاق عليه – الأثر الايجابى والأثر السلبى لاتفاق التحكيم – التحكيم وقانون التحكيم المصري، وتعريفه، واتفاق التحكيم، وشروطه، والفرق بين شرط ومشارطة التحكيم، والحكم الصادر من هيئة التحكيم، والتعامل معه، وكيفية الطعن عليه.
وقال أستاذ المرافعات والتحكيم، إن المحكمة الدستورية العليا، عرفت التحكيم في أحد أحكامها بأنه «عرض لنزاع معين بين طرفين على محكم من الأغيار، ويعين باختيارهما، أو بتفويض منهما على ضوء شروط يحددانها ليفصل هذا المحكم في ذلك النزاع بقرار يكون نائيًا عن أي شبهة تلحق به، مجرداً من التحامل، وقاطعاً لدابر الخصومة في جوانبها التي أحالها الطرفان إليه، بعد أن يدلي كل منهما بوجهة نظره تفصيلاً من خلال ضمانات التقاضي الرئيسة»، مشيرًا إلى أن تعريف التحكيم، هو عبارة عن اتفاق بين طرفين، أو بتفويض منهم على أن يتم عرض ما ثار من نزاع بينهما، أو ما قد يثور بسبب علاقة عقدية، أو غير عقدية على محكم، أو أكثر دون الرجوع إلى القضاء العادي كي يفصلوا فيما بينهم بحكم ملزم.
وذكر المحاضر نبذة صغيرة عن تاريخ التحكيم في مصر، مشيرا إلى أن قانون المرافعات كان يتضمن مواد تنظيمية للتحكيم في مصر، فقد كان يتضمن 513 مادة، فالمواد من501 إلى 513 كانت تنظم التحكيم، وفي عام 1994 صدر قانون 27 لسنة 94 كقانون كامل للتحكيم ومكون من 58 مادة.
وأكد أن الأثر الايجابى والأثر السلبى لاتفاق التحكيم، ينقسم إلى الأثر السلبي، والذي يتمثل في سلب حق السلطة القضائية في نظر المنازعات التي اتفق أطرافها على فضها بطريق التحكيم، وهذا النزاع لا يعني أن المحاكم تفقد اختصاصها بالكامل، ولكنها تفقد فقط سلطتها المبتدئة بنظر النزاع.
والأثر الإيجابي، وهو فض الخصومة بطريق التحكيم، والاعتداد بالحكم الصادر فيه، واعتباره كأنه صدر من المحكمة المختصة أصلًا بالنزاع، فمنح هيئة خاصة مؤقتة الحق في نظر النزاع، والفصل فيه، وهي هيئة التحكيم، وهذا الأثر له قيوده؛ فهو أثر ناقص لا يمتد إلى مسائل لا يختص التحكيم بفصلها.
وعن اتفاق التحكيم، أوضح المحاضر، أنه يعد أساس التحكيم، ويقوم على إرادة الخصوم، وإقرار الدولة لهذه الإرادة، ويعرف بأنه تراضي الأطراف اللاجئة إلى التحكيم .
وتابع: “يأتي اتفاق التحكيم على صورة شرط التحكيم ومشارطة التحكيم وأن شرط التحكيم هو ما يرد في العقد المبرم بين طرفيه بإحالة النزاع الذي ينشأ مستقبلاً بين الطرفين إلى التحكيم، أي إن وقوع النزاع مسألة محتملة مستقبلاً. بينما مشارطة التحكيم في حقيقتها هي أتفاق مستقل بين المتنازعين بعد وقوع النزاع، ودون أن يكون منصوصاً على التحكيم في العقد الأصلي، وذلك بإحالة النزاع إلى التحكيم.
وبهذا فإن شرط التحكيم هو بند أساسي من بنود العقد الأصلي، في حين أن المشارطة تعني عدم ورود الاتفاق على التحكيم في العقد، فيتفق الطرفان المتنازعان لاحقاً على اختيار التحكيم بدلا عن اللجوء إلى القضاء العادي، ففي شرط التحكيم يكون الاتفاق على اللجوء الى التحكيم مسبقاً أي قبل نشوء النزاع أصلا، أما في حالة مشارطة التحكيم فيكون الاتفاق على التحكيم بعد وقوع النزاع فعلاً ويجب تحديده وإلا صار باطلا، والميزة الايجابية هنا أن طبيعة النزاع أصبحت معروفه للأطراف وجليه، ويمكن لهم أن يحصو جميع النقاط الخلافية ويضعوها في اتفاق تحكيمي يسمى مشارطة التحكيم”.
والجدير بالذكر أن الأستاذ حسين الجمال، أمين عام نقابة المحامين ـ مقرر معهد المحاماة، قرر إجراء تعديلات على مواعيد انعقاد محاضرات معهد المحاماة بالقاهرة الكبرى، وجاءت كالآتي:
الأربعاء من كل أسبوع: «شبرا الخيمة ـ شمال الجيزة، من الساعة 1 إلى الساعة 2:30ظهرًا»، و« 6 أكتوبر ـ جنوب الجيزة، من الساعة 3 إلى الساعة 4:30 عصرًا».
الأحد من كل أسبوع: «شمال القاهرة ـ القاهرة الجديدة، من الساعة 1 إلى الساعة 2:30ظهرًا»، و« جنوب القاهرة ـ حلوان، من الساعة 3 إلى الساعة 4:30 عصرًا».
وتأتي المحاضرات تحت إشراف الأستاذ حسين الجمال، أمين عام نقابة المحامين، ومقرر معهد المحاماة على مستوى الجمهورية، والأستاذ إسماعيل طه، والأستاذة فاطمة الزهراء غنيم، عضوا المجلس ولجنة المعهد.
ومن جانبه يسعى مجلس نقابة المحامين برئاسة الأستاذ حسين الجمال الأمين العام للنقابة ـ مقرر معهد المحاماة ـ إلى تطوير الدراسة بالمعهد، من خلال التواصل مع عدد من المتخصصين من كبار المحامين وخبراء الطب الشرعي، والأدلة الجنائية وأساتذة اللغة العربية، وبعض القضاة ووكلاء النيابة والضباط واساتذة كلية الحقوق لإلقاء المحاضرات.
ويعد المعهد شرطا للقيد بالجدول الابتدائي، ويهدف إلى تأهيل المحامين الجدد المنضمين حديثا للنقابة، لممارسة المهنة بشكل فعلي، وزيادة ثقافتهم القانونية، وتنمية قدراتهم الفكرية، ووعيهم القانوني، وكيفية التعامل مع مؤسسات الدولة والهيئات المختلفة التي يتعامل معها المحامي، في إطار من القانون والاحترام المتبادل، ويسعى مجلس المحامين لتطوير الدراسة بالمعهد، من خلال التواصل مع عدد من المتخصصين من كبار المحامين وخبراء الطب الشرعي، والأدلة الجنائية وأساتذة اللغة العربية، وبعض القضاة ووكلاء النيابة والضباط واساتذة كلية الحقوق لإلقاء المحاضرات.