مصر في 23 يوليو 2020

بقلم: أحمد سلام

إنها ذكري ثورة 23يوليوسنة1952 المناسبة عيد قومي لثورة لم تزل موضع كراهية وستظل لدي البعض لأن ماجري أجهز علي الملكية والاحتلال معا وهنا يضار أنصار الملكية وقد إنتهي الإحتلال البريطاني جراء إتفاقية الجلاء ولكن ظلت انجلترا من الأعداء فبعد أيام من الجلاء عاودت ضمن العدوان الثلاثي على مصر في 29 أكتوبر سنة 1956.
الثورة والثوار اضطرار إلي عمل قد ينجح أو يخفق وهنا العاقبة محاكمة عند الإخفاق وحساب عن الأهداف التي قامت لأجلها الثورة وهي الأهداف الستة الشهيرة وهنا الجدال لان البعض منها تحقق. لكن تراخي تحقيق كل الاهداف وذاك لايمكن القول معه أن الثورة أخفقت بل تعثرت في ظل أن التجربة كانت في مرمي نيران أرادت ألا تقوم لمصر قائمة.
تم القضاء على الاستعمار وظل أعوانه .تم الاجهاز علي الإقطاع.تم انشاء جيش وطني . العدالة الاجتماعية تراخت لأسباب تعددت .
أزمة فجر الثورة كشفت عن ديكتاتورية لأن قبول الآخر تعذر والمحصلة عزل الرئيس محمد نجيب وتحديد إقامته . اعتقال يوسف صديق وتحديد إقامته .ابعاد خالد محي الدين عن المشهد. إن عاود لاحقا دون منصب رسمي .
رفضت الثورة عودة الجيش لثكناته . رفضت عودة الأحزاب .خاض الضباط الأحرار التجربة في الثلاثينيات من العمر وقد تحولوا إلي ساسة يقودهم جمال عبد الناصر وبالتدريج اختفوا بعدما اختلفوا وتبقي فقط أنور السادات وحسين الشافعي عند رحيل الرئيس جمال عبدالناصر في 28سبتمبر1970.
ثورة يوليو اذا إيجابيات نالت منها سلبيات أهمها الحريات وكارثة الثقة المفرطة في المشير عامر التي كلفت مصر احتلال سيناء.
التساؤل الدائم في كل عام وعند كل إحتفاء بذكري الثورة ماذا يمكن أن تفعله مصر حيال ماجري وقد جري والفاعل في رحاب الله؟!
عبد الناصر في رحاب الله ومصر باقية . الحساب إذا يوم الحساب عن كل ما عد من أخطاء بالتزامن مع يقين بأن الإيجابيات بداية من إعلان الجمهورية وجلاء الإستعمار وقوانين الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم وانشاء المصانع وتأميم قناة السويس وغيرها حيث لاتسعف الذاكرة .
الإستفادة من الكوارث والسلبيات تكفلت به مصر الرسمية بقدر الإمكان وظلت بعض العثرات مزمنة مثل الحريات والعدالة الاجتماعية .
في كل عيد الثورة يبدأ موسم نبش القبور ولا أحد يستوعب حكمة الأيام التي تستلزم النظر للإمام والإستفادة مما جري وهنا القائمة تتسع لتشمل أنصار الملكية وجماعة الإخوان .
…اليقين في الأمر أن تاريخ مصر يستلزم المراجعة الرسمية لتوثيق كل شيئ واهم شيء هو حديث الإنصاف لشخوص عصفت بهم ثورة يوليو وهنا الشفافية مطلوبة لأجل أجيال لم تعاصر وصار لزاما أن تعرف الحقيقة .
تداول الأيام ادي إلي غياب المعاصرين بحكم مرور السنين وبرحيل الرئيس مبارك الذي عاصر الملكية والناصرية وتولي حكم مصر بعد رحيل الرئيس السادات وبعد ماجري بمصر بعد 2011, تولي حكم مصر رئيس من مواليد عام 1954 لم يعاصر أيضا وصار لزاما عليه أن ينصف من نالت منهم ثورة يوليو ومنهم الرئيس محمد نجيب والعقيد يوسف صديق منصور الذي كان تحركه المبكر ساعة سببا في نجاح ثورة يوليو.
في الذكري الثامنة والستين لثورة يوليو أنصار الملكية يترحمون علي الملك فاروق ويعددون من مناقبه واعداء الثورة في هجوم معتاد عليها وعلي مفجرها الرئيس جمال عبدالناصر وهذا حديث كل عام بينما مصر في مخاطر تستلزم النظر للامام .
هل من نظرة للمستقبل لأجل مصر التي تخوض حرب بقاء وما أكثر الأعداء .؟!

زر الذهاب إلى الأعلى