مسرح الجريمة والأدلة الجنائية ؟
بقلم: أ. إسلام عبد الظاهر
يحتوي مسرح الجريمة على الأدلة المادية التي تساقطت من الجناة فترة تواجدهم بها، وتعد تلك الآثار من أقوي القرائن التي يمكن بها إسناد جريمة معينة لشخص محدد، وقد عرف رجال القانون القرينة القضائية بأنها استنتاج لواقعة مجهولة من واقعة معلومة وأهمها بصمات الاصابع وبصمات الأقدام العادية وأثار الدماء للجاني أو الجناة أو أي أنسجة بشرية لأي منهم، حيث تقدم العلم في السنوات الأخيرة بحيث يمكن إسناد أي أثر من تلك الآثار لشخص معين علي سبيل القطع وليس الترجيح.
أولاَ: تعريف مسرح الجريمة
بينما هناك تعريف أخر لمسرح الجريمة: وهو المكان الذي تقع فيه الحادثة الجنائية أو المكان الذي تنقل له بعض ظواهر الجريمة مثل العثور على جثة المجني عليه أو العثور على أداة الجريمة به، ومسرح الجريمة كما يسميه بعض المحققين أنه الشاهد الصامت الذي يستنطقه المحقق الفطن.
علوم مسرح الجريمة، وتحديداَ في البحث الجنائي هناك مقولة فى غاية الأهمية تعد بمثابة قاعدة علمية وهي “مسرح الجريمة هو مستودع سرها” وهو قول على بساطته بالغ الدلالة والصحة، ومن سابق تعريفنا لمسرح الجريمة بأنه المكان الذي يحتوي على الآثار المتخلفة عند ارتكابها، تبرز الأهمية القصوى لمعاينة هذا المسرح كحجر زاوية ينطلق منها مخطط البحث في أي جريمة، إذ أنها أفضل الطرق للوصول إلى إثبات أو نفي وقوع الفعل الإجرامي وكيفية وقوعه ومدي علاقة المتهم بالجريمة وظروفها.
ثانياَ: عناصر مسرح الجريمة
لمسرح الجريمة ثلاثة عناصر أساسية هي:
المكان: وهو الحيز الذي وقعت عليه الواقعة الإجرامية من أفعال هي في القانون تعتبر من قبيل الجرائم.
الضحية: وهي العنصر الأهم في مسرح الجريمة إذ منها يستدل على كثير من الدلائل من أهمها أن الوفاة طبيعية أو جنائية أو انتحارية من خلال وضعية الجثة.
الجاني: وهو الشخص الذي اقترف الجريمة ويقول الفقهاء أن ليس هناك جريمة تامة مما يعني أن الجاني سيترك أثار وقرائن تدل عليه إما بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.
العنصر الرابع: وهو ثانوي وغالبا ما يوجد في مسرح الجريمة حرصا من الجاني على عدم اقتفائه لأنه يمثل أهم حلقة وهو أداة الجريمة، يحكم العناصر أعلاه نظرية تبادل المواد لإدموند لوكارد الذي صاغ المبدأ الأساسي لعلم الطب الشرعي: “كل اتصال يترك أثرا”.
ثالثاَـ أهمية مسرح الجريمة:
1- يكشف وقوع الفعل الإجرامي مادياً أو عدم وقوعه، وكونه جنائياً أو غير جنائي وكونه عمدياً أو غير عمدي.
2- يلقي الضوء على الأماكن الواجب تفتيشها والأشياء اللازم البحث عنها وضبطها ونوعية الخبراء المطلوب الاستعانة بهم والشهود الواجب سماعهم.
3- توضيح ظروف الجريمة ومدي علاقة المتهم بها وبواعث ارتكابها وتاريخ وقوعها والوصف القانوني لها.
4- يحدد كيفية ارتكاب الحادث والأسلوب الإجرامي المستخدم والآلات والأدوات المستعملة في ارتكابه وطريقة دخول وخروج الجاني وموقعه من المجني عليه.
5- يوضح إلى حد بعيد عدد الجناة ودور كل منهم ومعرفتهم لمكان الحادث ومدي معرفة الجاني للمجني عليه، ومعرفة شيء من صفات الجاني وعاداته وصناعته وجنسه وطوله والآثار المحتمل وجودها به أو بالمجني عليه وعلاقته بالجريمة.
6- يمكن من خلال معاينة المسرح العثور على الآثار التي تعتبر الأدلة المادية القاطعة كآثار البصمات والأقدام وبقع الدم والآلات وآثار الشعر إلى غير ذلك الظاهر فيها والخفي.
7- تنقل هذه المعاينة للقاضي صورة لمسرح الجريمة وكيفية ارتكابها فيتيسر له بذلك تصور وقوعها ومتابعة إجراءات المحكمة عن اقتناع.
8- إثبات معاينة المسرح يبقى للقضية حيويتها مهما مر الزمن دون كشف غموضها أو تغيير فريق البحث العامل فيها.