محمد الصياد يروي مواقف النقيب في جلسة ١٥ يناير: عاشور تحمل ما لا يتحمله بشر ومرافعته أنارت الطريق أمام المحكمة.. ويؤكد: الحكم أثبت أن في مصر قضاء عادلًا واعيًا
كتب: سعد البحيري
وصف محمد الصياد، عضو مجلس النقابة العامة، النقيب العام بالجبل الصامد ضد كل رياح عاتية تهدف إلى هدم نقابة المحامين والمحاماة، مثمنًا جهوده ضد كل هجوم شرس على كل قرار يتخذه، ويصب في مصلحة المحامين، وأنه تحمل ما لا يتحمله بشر، رافضا ترك السيف والدرع، ومن خلفه مجلس نقابة المحامين.
وأوضح الصياد أن النقيب ومجلسه خاضا الكثير من المعارك الشرسة، وتعرضا للكثير من الهجمات غير المبررة لإجهاض كل محاولاته هو ومجلسه من أجل عودة الدور الفعال لنقابة المحامين، وعودة هيبة وكرامة نقابة المحامين ومهنة المحاماة، والرقى بالمستويات المهنية، والثقافية، والاجتماعية للمحامي وللمحاماة، التي يجب ألا يرتدي روبها إلا المحامى المشتغل، لا حامل الكارنيه فقط، دون أن يقدر مسئولية حمل هذا الكارنيه.
وأضاف :”هناك من يحمل معولا جديدا لهدم نقابة المحامين، محاولا النيل من رمزها وقائدها بحكم جنائي معيب يفتقد التسبيب الصحيح، فاسدا في استدلال حكم مخالف للقانون، ليس على سامح عاشور المحامي، بل على القائد والربان لسفينة نقابة المحامين، ورمز مهنة المحاماة الذي لو سقط، لسقطت النقابة، وانهارت وتهاوت، ليس لشخصه، وإنما لصفته”.
وأكد عضو مجلس النقابة العامة أن يوم 15 يناير يوم مشهود، كان مظاهرة حب حضرها المحامون من جميع ربوع مصر ليلتفوا خلف نقيبهم ورمزهم، في مشهد دل على كثير من المعاني، فكان منهم العاشق لشخص وشخصية عاشور الإنسان، ومنهم صاحب الاقتناع بدور سامح عاشور، القيادي والبارز في تصحيح المسار، والوصول إلي الهدف المنشود، وهو نقابة قوية بلا دخلاء، سواء كان التعليم المفتوح، أو غير المشتغلين، ومنهم من هو على خلاف محترم مع النقيب، ووعي كامل بأن ما حدث من حكم قاضى أول درجة، وممن قاموا برفع هذه الجنحة، يعد هدما لنقابة المحامين، ومحاولة لإضعاف النقابة في صورة النيل من النقيب القائد.
وأشار محمد الصياد إلى أن هذا العدد الضخم والمشهد الرائع كان لمحامين غيورين على مهنتهم، ونقابتهم، ونقيبهم، فتحملوا عناء السفر ومشقته في يوما شديد البرودة، يوم مملوء بالعواصف والأمطار، ومنهم من قضى ليلته في سفر طويل ليكون قبل نقيبه أمام المحكمة، منذ اللحظات الأولى للصباح، في انتظار قدوم القائد النقيب الواثق في نفسه لمساندته ومؤازرته، والوقوف خلفه، ليثبتوا للعالم، في مشهد لم ولن يتكرر، أن كل محامي مصر الحقيقيين، أصحاب الروب الأسود، توحدوا في شخص النقيب، فكان يوما ما أروعه سيسجله التاريخ.
أما عن الحكم، فقال الصياد: “أثبت أن في مصر قضاء عادلًا واعيًا لا ينتهج أبدا سلوكا شخصيا، وإنما يطبق قانونا، وصدر الحكم التاريخي الصحيح في أسبابه، السليم في استدلاله بعدم قبول الدعويين المدنية والجنائية لرفعهما بغير الطريق الذي سلكه القانون، بعد مرافعة ما أروعها من رجل ومحام مترافع من الطراز الأول، ألا وهو النقيب، ومن مذكره كتبها كسيمفونية متناغمة، سطرها رجل القانون الأول في مصر، الأستاذ الجليل رجائي عطية، أعادت الزمن الجميل للمحاماة، وأنارت هي ومرافعة النقيب الطريق أمام المحكمة بسند صحيح، ألا وهو عدم الحصول على إذن اللجنة المنصوص عليها في قانون السلطة القضائية، إعمالا لنص المادة 103 من قانون المحاماة، والتي تنص على أنه ( تتبع في رفع الدعوي العمومية أو التأديبية ضد النقيب الإجراءات المنصوص عليها في المادتين 105 و106 من قانون السلطة القضائية)، مادة محصنة لمنصب النقيب تحميه من كل رغبة وشهوة للنيل من نقيب مصر، رئيس اتحاد المحامين العرب، وتوقر ذلك المنصب، الذي للأسف لا يعيه بعض المحامين، أصحاب المصالح الشخصية، وهواة البحث عن الشهرة على حساب العظماء”.
ووجه محمد الصياد تحية شكر وإجلال وتقدير للنقيب سامح عاشور، الذي كان مستعدا للحبس، ولا تهدم نقابة المحامين، الغيور على نقابة أفنى عمره في الحفاظ علي هيبتها.
كما وجه تحية إجلال وتقدير لكل محام فى مختلف ربوع مصر، تكبد عناء ومشقة السفر، والوقوف في يوم عاصف قارس البرودة للذود عن نقابته ونقيبه، كما وجه أيضا تحية إجلال وتقدير لقضاة حكموا بالقانون، وكانوا مستقلين منصفين.