محامي وأفتخر

كتب: عمرو عادل هدية

 

بداية أود سرد واقعة حدثت في عام 1791 فى إحدى المدن بفرنسا وهى أن أحد القضاة الفرنسيين كان يجلس فى شرفة منزله ذات يوما فشاهد هروب الجانى بعد أن ارتكب جريمة قتل وفى ذلك الوقت أسرع أحد المارة لإنقاذ القتيل فحمله وتوجه به إلى المستشفى إلا أنه كان قد فارق الحياة فاتهمته الشرطة بارتكاب الجريمة.

وشاء القدر أن يكون القاضى الذى شاهد إرتكاب الجريمة هو نفسه الذى سيحكم فى القضية وبالفعل حكم على الشخص البرىء بالإعدام رغم أنه شاهد المتهم بنفسه ولكن لأن القانون الفرنسى لا يتعرف إلا بالأدلة والقرائن وبعدها بفترة قصيرة انتابت القاضى حالة من تأنيب الضمير فاعترف بفعلته أمام الرأى العام الذى ثار ضده واتهمه بعد الأمانة.

بعد ذلك بفترة قصيرة كان القاضى ينظر فى إحدى القضايا وإذا بمحامى المتهم الذى يترافع أمامه يرتدى روبًا أسودًا فسأله القاضى عن سر ارتداء هذا الروب الأسود فقال له المحامى: “لكى أذكرك بما فعلته من قبل وحكمت ظلما على متهم بريء بالإعدام”.

ومنذ هذه الواقعة أصبح الروب الأسود الزى الرسمى للمحاميين فى معظم دول العالم أمام القضاة وأضيف إليه شارة صغيرة بيضاء فى إشارة إلى نقطة الأمل المضيئة لأى متهم .

وفي وطننا الغالى مصر قبل قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ كان هناك المحاكم المختلطة وكان مقرها دار القضاء العالى وكانت تختص بجميع القضايا التى يكون أحد أطراف النزاع فيها شخص أجنبى فقام السادة المحامين بوضع ثلاثة نجوم وهلال على روب المحاماة ليتم تميزهم عن المحامين الأجانب وعقب قيام الثورة وتغيير علم الجمهورية من هلال إلى نسر تم تغيير روب المحاماة إمتثالا للعلم المصرى بوضع النسر مكان الهلال.

فأن مهنة المحاماة هي أشرف و أهم المهن على الإطلاق، بل لا نبالغ حين نقول أنه لا يوجد بين المهن ما يسمو عليها شرفاً و أجلالاً فهي كمهنه عريقة لها مكانتها منذ فجر التاريخ

فهي رسالة وليست تجارة فلو كانت رسالة المحاماة تجارة لكان لروب المحاماة جيوب ولكن الروب العظيم ذلك تم تصميمه وتعميمه على محامين العالم بلا جيوب حتى لا تخضع المحاماة لسطوة المال فتفسد ويفسد معها ميزان العدالة فى العالم أجمع.

زر الذهاب إلى الأعلى