لماذا المحام ؟!
بقلم/ وليد محمد وهبه المحامى
وقد يتعجب الكثير اننى اتسائل لماذا المحام ولما لم اقل لماذا المحاماه ؟؟ بوجه عام لكن المقصد الحقيقى ليس فى المهنه وإنما فى الشخص فالمهنه قائمه شئنا ام أبينا لكن ما يجب ان يظل قائما هو المحام فكثير ما تعترى الممارس للمهنه الصعاب والمواجهات وافتعال المشكلات التى يقحم بها ليكون هو نفسه خصما وطرف فيها على الرغم من حياد المحام وعدم اعتباره أحد أطراف الخصومه
الامر الذى يجعل دوره فى غايه الاهميه مما يجب ان يرتقى بنفسه حتى يصل لدرجه محام ممارس يتمتع بالارتقاء والشموخ وهذا لن يحدث إلا إذا استقر فى وجدانه وعقيدته إيمان بما يقوم به وما يعمله وألا يتخذ المحاماه فقط سبيلا للعيش او مهنه يرتزق منها
فالغالبيه العظمى لم يختاروا المحاماه وإنما اجبروا عليها فلم يترك احد وظيفه او منصب او مسئوليه لكى يمارس المحاماه ودائاما يواجهه صراع داخلى بين خفايا نفسه واسرار وجدانه بعده اسئله وهى لماذا لم اكن فى منصب مكان فلان او لم اعين فى احدى الهيئات او المؤسسات المهمه ولو كنت مكانه لكنت جديرا عنه وانى استحقها اكثر منه
فإنه بغير خاف علينا جميعا ان هناك الكثير من الذين لجئوا الى المحاماه لكونهم لم يجدوا وظيفه او تعين فى اى من الهئيات التى قاموا بالتقدم إليها بعد تخرجهم مباشره و على الرغم من علم غالبيته لانهم لن يقبلوا لانه بالطبع لن يعين كل الخريجين فى الوظائف فلا يكون هناك محامون
لكن فى الواقع هذه نظره فى حقيقتها اسفل القدم ذلك لانه إذا وقفنا دقيقه و دققنا النظر لوجدنا انه لا وجود لكل هذا الصراع من الافكار المتضاربه لانهم إذا قرروا من هذه اللحظه التى وقفت فيها كل محاولاتهم فى الالتحاق بكل الاحلام التى رسموها فى خيالهم
لوجدوا انهم فى مهنه اسمى من اى مهنه كانوا يأملون فى يوم من الايام ان يكونوا معينين بها وعلى الاكثر فمن عين فى اى من المهن الاخرى حينما ينظر للمحام يتمنى لو عاد به الزمن ليوم ليختار المحاماه ويترك التعين فى اى منصب او وظيفه هو ألتحق بها الان
وانه بتدقيق النظر اكثر لفهمنا جميعا نحن جموع المحامين ان كل الصعاب التى نواجهها والعقبات والمعضلات العمليه والمهنيه والازمات فى صعوبه ممارسه دورنا ومحاوله التقليل من شأننا وتعطيلنا عن اداء مهمتنا الساميه وتصعيبها علينا لاهو اكبر دليل على علم المتعامل معنا من خطوره المحام لما يمتلك من حنكه ومنطق وقدره على فهم وتفسير القوانين و الوقوف على حقيقه مجريات الامور
وإن اكبر دليل على ذلك تجد اننا قد نمارس المحاماه فى قضيه لم نطلع عليه ولم نعلم قط باى اجراء اتخذ فيها ونستطيع ان نختلق اسباب قانونيه محكمه قد تؤدى إخلاء سبيل المتهم ولو حتى كنا مطلعين على نصف او اقل من اوراق القضيه لتؤدى الى القضاء ببرائته
وهذا ليس بقول مرسل فهذه حقيقه عمليه وواقعيه عاشها ويعيشها الكثير وجربوها بانفسهم فمن الممكن ان تكون نظره على ورقه واحده من اوراق القضيه غانيه عن البحث وضياع الوقت والجهد فى قراءه مجموعه كبيره من الاوراق المسطره بخط اليد المكتوب بشكل سريع وعلى عجله من امره تشابكت به الاحرف والسطور ويعجز القارىء العادى عن تفسيرها اا انها لا تعجز علينا بعون الله
وإن مهنه المحاماه ليست بالمهن الثانويه وانما من المهن الاساسيه التى اذا امتهنا احدهم اخذت كل وقته فلا يستطيع ان يجمع معها بمهنه اخرى حتى ان الكثير يلجؤون اليها على الرغم من انتهاء حياتهم العمليه مثل الموظفين الذين يخرجوا على المعاش ويطلبوا القيد بالمحاماه واساتذه الجامعات والقضاء والضباط ذلك من جداره اسم المهنه وهى … محام
هذا ما يجب ان نقره فى انفسنا تجاه مهنتنا لنعلوا ونسموا بها ونمتاز باخلاقها وسلوكها القويم كمهنه اصحاب المراكز العليا فى الدوله ونعلمه ونورثه لتلاميذنا الذين يستلمون الرايه من بعد لينموا جيلا يحافظ على حق المظلوم ويسمو باخلاق مجتمعه