كيف تحول المبنى العريق لمحكمة باب الخلق إلى متحف قضائي؟

كتب/ عبدالعال فتحي

حملت اسم محكمة مصر الأهلية، ثم أصبح اسمها سراي القضاء العالي، بعد أن ضمت بين جدرانها محكمة استئناف مصر ومحكمة النقض، ومقر النائب العمومي، إنها محكمة جنوب القاهرة، أو محكمة باب الخلق، هذه التحفة المعمارية، التي تقع بجوار مديرية أمن القاهرة بشارع بورسعيد، ترأسها القاضي إبراهيم فؤاد باشا، كأول رئيس لها.

اختارها الملك فؤاد ليحتفل فيها مع القضاة ووزارة الحقانية عام 1933 بالعيد الذهبي لمرور 50 عاما على إنشاء المحاكم الأهلية فى مصر، وتم تجسيد وقائع الاحتفال فى لوحة تشكيلية كانت توجد فى مدخل المحكمة، التي تتميز بأعمدتها وممراتها وزخارفها.

تعرضت المحكمة فى 4 أبريل 2013، لحريق هائل شب في الطابق الأخير منها، فأتى تماما على كل ما فيه، وبعد معاينة المبنى أوصت اللجنة الهندسية المختصة بترميم المبنى.

وقبل هذا الحريق الهائل نقلت جلسات المحكمة جزئيا إلى محكمة زينهم الجديدة، بعد أن أصبحت محكمة جنوب القاهرة غير قادرة على استيعاب كم القضايا وكم المتقاضين المترددين عليها، حيث يصل عدد المترددين على المحكمة سنويا حوالى 3 ملايين مواطن ما بين محام وقاض وشاهد ومدع، الأمر الذى دفع وزارة العدل إلى إنشاء مبنى جديد للمحكمة بمنطقة زينهم يضم 31 قاعة للجلسات ومكون من تسعة أدوار، افتتحه المستشار الراحل ممدوح مرعى وقت أن كان وزيرا للعدل.

وعقب الحريق الذى تعرضت له المحكمة أعلنت وزارة العدل خطة لبدء ترميمها وتحويل هذا المبنى التاريخي العريق إلى متحف قضائي يحكى تاريخ العدالة فى مصر بداية من المحاكم الأهلية وحتى الحريق الذى نشب بالمبنى عام 2013، ولكن حتى الآن لم تنفذ وزارة العدل خطتها حتى أصبح هذا المبنى التاريخي على صورته الحالية “البائسة والمزرية” ليتحول من مبنى عتيق لأقدم محكمة انشأت في تاريخ مصر، لمكان مهجور.

عبدالعال فتحي

صحفي بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين؛ عمل في العديد من إصدارات الصحف والمواقع المصرية، عمل بالملف السياسي لأكثر من عامين، عمل كمندوب صحفي لدى وزارتي النقل والصحة، عمل بمدينة الإنتاج الإعلامي كمعد للبرامج التلفزيونية.
زر الذهاب إلى الأعلى