كمال عمر شيخ محامين أسيوط «أسطورة لن تتكرر»

بقلم / أسامة محمود على المحامى بأسيوط

         بادئ ذى بدء لمن لا يعرف من هو الأستاذ الكبير كمال محمد عمر : هو محام مصرى من محافظة أسيوط ، وهو الأب الروحي لمحامين أسيوط وشيخ المحامين بها ، وفارس محاكم الجنايات على مستوى محاكم الجمهورية ، فضلا عن أنه كاتب وأديب وسياسي بارع ، وله فى العلم والفضل باع كبير.

ولد الأستاذ الكبير فى عام 1952 بقرية الزاوية ـ محافظة أسيوط وتوفى فى 23 / 9 / 2022 رحم الله الأستاذ وجزاه خير الجزاء والثواب على ما قدمه للمحامين بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة.

كان الفقيه كمال عمر ـ رحمه الله ـ مثالا ونموذجا لن يتكرر فى العلوم القانونية وسائر العلوم والمعرفة بمختلف مسمياتها وشتى أنواعها ، وقد عمل سيادته على ترسيخ مبدأ حب الوطن والذود عنه ضد أي معتد ، وكان حريص كل الحرص على زرع المبادئ والقيم السامية فى نفوس كل أفراد المجتمع.

فلا عجب أن نرى الأستاذ أديبا ومفكرا يجارى كبار الأدباء والمفكرين فى الأدب والثقافة : وتراه سياسيا داهية يكسب أحترام منافسيه قبل محبيه ، وكان الأستاذ رحمه الله حينما يعرض أمرا يخص المجتمع أو أفراده ترى فيه صانع الخير والبهجة ببساطته وطبيعته النادرة.

وقد عرفنا الأستاذ رجل مصالحات فى القرية والمحافظة التى نعيش فيها ، كان يسهم فى حل الخصومات بين المتخاصمين ويهب وقته ونفسه من أجل أنهاء أى خلاف مهما كان بسيطا وقد شهد بذلك الجميع من رجال الدولة والمواطنين.

أما عن الأستاذ كمال عمر فى نقابته فحدث ولا حرج فقد كان دائما وابدا مدافعا عن مصالح نقابته وحقوق أفرادها ، ساعيا دوما للمطالبة بتعديل قانون المحاماة وقانون الأجراءات الجنائية بما يكفل ويضمن أكبر قدر من الحماية للمحامين.

وقد ألقى محاضرة بمعهد المحاماة الذى عقد بجامعة الأزهر بأسيوط فى دورته الأخيرة ، وقد كان شغله الشاغل الأمل فى تعديل القوانين بما يحقق مصالح المتقاضين ويحقق العدالة وسيادة دولة القانون تماشيا مع الأوضاع والمتغيرات الراهنة.

وفى الفترة العصبية الحالكة التى مرت بها مصر فى عام 2011 حتى 2014 وقف الأستاذ رحمه الله على الملأ وفى جميع وسائل التواصل وعلى كل المنصات والمنابر الأعلامية سدا منيعا يزئر كالأسد ضد الساعين لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية كالمناصب الزائلة ، أمام كل هؤلاء وقف وقفة الشجاع الذى لا يهاب مناديا بتغليب مصلحة الوطن العامة على المصالح الشخصية .

أما عن موقفه من الحياة السياسية والحزبية والمجتمعية ، فقد أثراها بمقالاته وأفكاره ليرسخ مبدأ الوطنية والديمقراطية ، مما ساعد على العودة السريعة للحياة السياسية فى مصر.

فالله نسأل أن يتغمد الأستاذ القدير كمال عمر المحامى برحمته وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يجعل ما قدم فى عمره المديد فى ميزان حسناته وصالح أعماله ، وأن يلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان .

زر الذهاب إلى الأعلى