كلمة رئيس اتحاد المحامين العرب في الحفل الافتتاحي لأعمال اجتماع المكتب الطارئ للاتحاد
ألقى رئيس اتحاد المحامين العرب كلمة، خلال مشاركته في الحفل الافتتاحي لأعمال اجتماع المكتب الطارئ لاتحاد المحامين العرب، الذي أقيم أمس السبت الموافق 23 سبتمبر/ أيلول/ 2023، وذلك تحت شعار (دعم العراق والوقوف معه ضد الإرهاب والتداخلات الخارجية ـ أزمة المياه في العراق بسبب التدخل الخارجي).
وجاءت نص كلمة سيادته كالتالي:
كلمة السيد الأستاذ/ عبد الحليم علام
رئيس اتحاد المحامين العرب
أمام المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في الاجتماع الطارئ المحدد له يوم ۲۰۲۳/۹/۲۲
بدولة العراق والمنعقد تحت شعار «دعم العراق والوقوف معه ضد الإرهاب والتدخلات الخارجية» و«أزمة المياه في العراق بسبب التدخل الخارجي».
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأستاذة المحترمة أحلام اللامى نقيب المحامين بالعراق رئيس دورة الانعقاد الطارئ للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لعام ٢٠٢٣ .
حضرة السيد المحترم المكاوي بنعيسي الأمين العام لاتحاد المحامين العرب
معالي السيد الدكتور/ خالد شواني وزير العدل
معالي الفريق الركن/ عبد الأمير الشمري وزير الداخلية
معالي الدكتور رئيس مجلس القضاء الأعلى/ فائق زيدان
حضرات السادة الأمناء العموم المساعدون وأعضاء المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب.
تحية الحق والعروبة..
اسمحوا لي في البداية ان أتقدم بخالص العزاء في ضحايا زلزال المغرب وفيضان ليبيا سائلين الله تعالى أن ينزل الضحايا منازل الشهداء، وأن يتم شفاء المصابين، ويخفف معاناة المنكوبين.
ونتوجه بالشكر والتقدير لكل الدول والمنظمات التي سارعت بنجدة البلدين لإنقاذ الأحياء المحاصرين وتقديم المساعدات، والاغاثات الإنسانية للمنكوبين في تلك المناطق، وبعد..
ولا يسعني في بداية كلمتي سوى أن أتقدم بصادق الشكر، وعميق العرفان لحكومة دولة العراق الشقيق، بعد ما لمسناه من تيسير كل السبل لاستضافة هذا الحدث، من إجراءات دخول وفود الاتحاد إلى الأراضي العراقية، وحسن الاستقبال والتنظيم الرائع، وكرم الضيافة الذي شملتنا به نقابة العراق، في ظل رعاية كريمة من رئاسة الجمهورية العراقية حتى يخرج اجتماعنا على هذا النحو الرائع، وما شعرنا به من حفاوة وترحيب في ظل مناخ من الأمن والاستقرار، وهو ما لا توفيه كلمات الشكر حقه، ولا تكفيه عبارات الثناء قدره، فلكم منا أسمى آيات التقدير، والاحترام والاعزاز.
ولعله من حسن الطالع أن يكون لقائي الثاني بكم اليوم على أرض هذا القطر العربي الغالي إنه العراق الشقيق الحبيب إلى كل نفس عربية حرة أبية لنشارك ونتشارك الذكرى التسعين ليوم المحامي، ونجتمع على أرضه بعد غياب دام لأكثر من 30 عام بدعوة كريمة من نقابة العراق.
إن التاريخ يشهد أن اتحاد المحامين العرب تأسس في ذروه النضال العربي، من أجل الاستقلال، الأمر الذي انعكس على النظام الأساسي للاتحاد عند الآباء المؤسسين؛ حيث التحمت الأهداف المهنية مع الأهداف القومية والتي جاء فيها أن دور اتحاد المحامين العرب، دورًا طليعيًا في التصدي للوجود الاستعماري، ولمشاريع الهيمنة الاستعمارية، مرسخًا تقاليد نضالية بأبعادها القومية، دفاعًا عن قضايا الأمه العربيه المصيرية، وتأتي على رأسها القضيه الفلسطينية.
السادة الحضور …
لقد بات من الأمور الملحه دراسة ومراجعة الموقف العربي الراهن في ظل التحديات الدولية والاقليمية وفي ظل عصر التكتلات الكبرى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، أن ندعو مؤسسات العمل العربي المشترك لتفعيلها، بما يعزز من دورها الجماعي، ويزيد من حجم الترابط العربي على كافة الأصعدة.
إن هذه المرحلة تحتاج من كل العرب وقاداتهم تماسكًا وتقاربًا وتفاهماً، لكي نحقق لامتنا استقرارها وبقائها وصولا لمستقبلها المنشود.
الساده الحضور الكرام..
إن التحديات والمخاطر التي تتعرض لها الأمه العربيه تقتضي من الجماهير العربية والقادة العرب أن يعملوا معًا، من أجل صيغة للعمل العربي المشترك على كافة الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وصولا للتكامل العربي المنشود.
كما أن العمل من جانب الجامعة العربية لتقريب المصالح العربية، والدفاع عن حقوق الشعب العربي في الحياة الكريمة، وحق في حرياته الأساسية ونقابية، وأن ينعم بثرواته، وأن يقدم كل يد العود للشعب الفلسطيني، حتى يعلن دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إننا نتضامن مع شعبنا العربي في العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن والسودان، للحفاظ على وحدة أراضي هذه الدول في مواجهه كل عوامل التفرقة، والتدخلات الخارجية، والحفاظ على مواردها الطبيعية من خلال حكوماتها المنتخبة شرعًا، وفي ذات الوقت ندعم الشعب العربي في كل البقاع للدفاع عن حقوقه المشروعة، ضد كل عدوان، أو احتلال، وخاصة شعبنا العربي في العراق وفلسطين.
كما نحيي الجهود المخلصة، التي تبذلها الحكومات العربية للحفاظ على استقلالها من الهيمنة الأمريكية، وخاصة الانضمام للدول الكبرى في الاتفاقيات الدولية.
أيها الساده الحضور الكريم…
اسمحوا لي أن أنقل إليكم تحيات فخامه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهوريه مصر العربية، الذي يبذل جهودًا مخلصة وصادقة، في دعم العمل العربي المشترك، وتأييد حق الشعوب العربية في تقرير مصيرها، والحفاظ على وحدة أراضيها، وأن يبقى العراق موحدًا مستقرًا.
كما أنقل إليكم تحيات وتقدير زملائكم المحامين المصريين، ليس لأنهم طليعة المؤسسين للاتحاد؛ بل لأنهم أشد الداعمين له، والمقدرين لمكانته، والحريصين على استمرار دوره ككيان معبر عن امال المحامين العرب، في الذود عن قضايا الأمة العربية، متمنين النجاح والتوفيق لأعمال هذا الإنعقاد.
وإنني أدعو من خلال هذا الاحتفال، وبصفتي رئيسًا للاتحاد، أنه آن الآوان لنعمل سويًا من خلال نقابات المحامين كلها، ونضع أجندة حقيقية لتطوير مهنة المحاماة من الناحية الموضوعية، والاخلاقية، للعمل على كشف الحقيقة والدفاع عن الحق، تأكيدًا لاستقلال القضاء والمحاماة، باعتبارهما جناحي العدل والحق.
وإنني أدعو من خلال هذا اللقاء، وبصفتي رئيسًا للاتحاد لمراجعه أوضاعنا والتواصل والتفاعل بين النقابات، والأمانة العامة، وتفعيل هيئات الاتحاد المختلفة، وعلى رأسها دورية عقد المكتب الدائم، وضمانة المشاركة الواسعه للمحامين، وتبادل الخبرات، وإتاحة الفرصة للشباب، والمرأة، وتنمة قدراتهم حتى ينخرطوا في نقاباتهم.
وإنني أدعو النقابات، أن تبحث معنا عن وسائل جادة لتنمية العلاقة بين أعضائها، وبين لجان الاتحاد، وتنظيم دورات التدريب والدراسات للمحامين، حتى ينطلق اتحادنا إلى سبل أوسع وآفاق أرحب.
ولا يجب أن ينتاب البعض منا الظنون، فإننا لا نستهدف تحميل هذه النتائج لأطراف بعينها فيما آلت إليه أوضاع الاتحاد، أو أن نتبادل الاتهامات، أو أن تدب بيننا الخلافات، بل إننا نتوجه، وندعو صادقين لإعاده إحياء دور اتحاد المحامين العرب.
وعلينا أن نرتقي على أنفسنا ونعلو على خلافاتنا، وأن يكون تقديرنا للأهمية والمكانة التي يحتلها اتحاد المحامين العرب، من خلال نموذج مستقل ومتفرد ومضيء، على هدي ما قام به أسلافنا العظام قادة هذا الاتحاد، من جهود ومبادرات كان لها بالغ الأثر في رأب الصدع وإنها الخلافات بين الدول العربية، وتبني القضايا القومية.
علينا أن نسعى على أن يظل اتحاد المحامين العرب، قويًا كما كان، أمينًا على مسؤولياته، حريصًا على قيام المحاماة ورسالاتها النبيلة، ينهض بمسؤولياته في قضايا الوطن العربي، ومشاركًا وداعمًا لكل الأقطار العربية، التي تمر بأزامات وأحداث وكوارث، ساعيًا إلى لم الشمل وإذابه الخلافات العربية.
وأخيرا
إنني أدعو من خلال هذا اللقاء، وبعد التنسيق والتشاور والتفاهم مع الساده النقباء، والسيد الأمين العام، على استضافة نقابة مصر للمكتب الدائم المقبل، في النصف الثاني من شهر أكتوبر، ليكون المكتب الأول لعام 2023.
وختامًا
عاشت العراق دولة حرة مستقلة وصمام أمان للامة العربية.
وعاشت فلسطين دولة حر أبية من البحر إلى النهر.
عاش اتحاد المحامين العرب.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
نقيب محامي مصر
رئيس اتحاد المحامين العرب
عبد الحليم علام