قاعدة التسع وتسعون
بقلم: الأستاذ/ أشرف الزهوي
حياة المحامي العملية مليئة بالأحداث المتنوعة، بين تحقيق النجاح والتعرض للإخفاق، بين نشوة الانتصار، وضيق الخسران في القضايا يقولون ان المحامي أكثر عرضة من الآخرين لأمراض القلب والضغط والسكري لأنه دائما في حالة قلق وتوتر وتوجس.
إن السعادة والاستقرار النفسي هما هدف صعب المنال في حياة المحامي. إذا حقق المحامي النجاح في عمله فإنه يصبح حديث الناس، وتزداد أعباء العمل والمسئولية ويصبح التوتر حليفة، وضاق وقت الراحة، وإذا اخفق فإنه يصاب بالحزن والاسي. قد تكون قاعدة ال ٩٩ التي سأرويها لكم عامل مساعد للتغلب على القلق ومعرفة طريق السعادة والاستقرار.
يروي أن أحد الملوك قد لاحظ البشاشة والسعادة الدائمة على وجه حارسة، بما يعكس حالة الرضا التي يعيشها، فقال الملك لوزيره، كيف يكون حارسي سعيدا الـ٩٩ وانت تعرف الحقيقة وتنال السعادة التي تبتغيها، فقال الملك وماهي قاعدة ال٩٩، قال الوزير ارسل الي الحارس بكيس ضعه أمام منزله يحتوي على ٩٩دينار واكتب على الكيس من الخارج ١٠٠ دينار وانظر ماذا سيحدث؟.
فأرسل الملك احد الخدم ومعه الكيس والقى به أمام منزل الحارس وانصرف مسرعا قبل أن يراه الحارس الذي سمع ارتطام الكيس بالباب فخرج ليكتشف وجود الكيس فأخذه وبدأ يعد الدنانير فوجدها ٩٩ دينارا، فأسرع مع أولاده للبحث عن الدينار الناقص وبدا مهموما لضياع هذا الدينار، وعندما ذهب إلى العمل في قصر الملك كان يبدو عليه الحزن والاجهاد، فتعجب الملك واستدعي الوزير ليسأله عما حدث للحارس، فقال الوزير انه ترك الـ٩٩ نعمة التي منحها الله له وراح يبحث عن نعمه واحده فأصابه الهم والقلق، فلا تكن يا سيدي مثل هذا الحارس الذي تناسي نعمه الله عليه في جل أمور حياته وراح يندب حظه من أجل القليل.
إن هذه الحكاية يجب أن نضعها نصب أعيننا فننظر إلى نعم الله علينا وما أعطانا من خير كثير لا نقلق أو نضيق بما منعه الله عنا، أو أجل عطائه، بل يجب أن نرضي بما قسمه الله لنا، وأن نكون أمناء في تعاملنا فلا نقبل الا الحلال، ولا نأخذ الا بالحق، ولا ننصح الا بالصدق والأمانة حتى يأتينا الخير والرزق من حيث لا نحتسب.