في ذكرى وفاة شهيد المحاماة الأستاذ رجائي عطية
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأولى لوفاة الأستاذ الجليل وشهيد المحاماة أ / محمد رجائي عطية، والذي شاءت إرادة الله أن يجود بأنفاسه في محراب العدالة المقدس؛ قبل أن يقف موقفه المشرف دفاعًا عن أبناءه من المحامين، فسطر بموقفه ختامًا رائعًا لحياته الحافلة مهنيًا وثقافيًا ونقابيًا.
ورغم أني لم التقى بالنقيب الراحل إلا مرة واحدة في مكتبه بالنقابة العامة، إلا أنه من الشخصيات التي أثرت العمل النقابي والقانوني، وأضافت إليه الكثير. ووجه التميز في هذا الرجل يمكن أن تلمسه في مؤلفاته الأدبية؛ والتي جعلته مختلفًا عمن سبقوه ممن تولوا منصب نقيب المحامين، وحرصه على نشر العلم، حتى أنه لم يبخل بأن يضع بين يدي أبناء مهنته ما سطرته يده من صحف ومذكرات الطعون بالنقض في القضايا الكبيرى، التي تولى الدفاع فيها، فكانت وبحق – كما وسمها بكلماته – من حصاد المحاماة، وطبيعي أن لا يأتي موسم الحصاد وجني الثمار؛ إلا بعد أن نكون قد بذلنا جهد كبير في رعاية الأرض؛ وتعهد النبات حتى ينمو ويشتد عوده ويظهر باسقا.
لقد كان رحمه الله يرى أن المحاماة رسالة كما جاء في عنوان أحد مؤلفاته الشهيرة، وأنه لابد من استقلال المحامي وعدم تبعيته لأحد، وذلك ليس لأجل شخص المحامي، ولكن حفاظا على الضمانات المقررة لمن يتولى الدفاع عنهم، لأنها حصانة للعمل وليست شخصية، والتي منحتهم إياها هي جماع نصوص الدستور والقانون، والتي يترجمها عمل المحامي أن المحاماة ليست حرفة ولكنها رسالة وأمانة ثقيلة تأخذ من وقت المحامي، وجهده الكثير.
وفى الختام نتمنى أن يتم تكريم اسم الرجل بما يستحقه، فيمكن أن يطلق اسمه على أحد قاعات النقابة، أو تسمى مكتبة النقابة العامة باسمه وقد كان عاشقا للكتب، أو تعلن النقابة العامة عن جائزة سنوية لأفضل بحث قانوني باسمه، كما كان رحمه الله داعما للفكر والكتاب القانوني في حياته،.
كما يجب أن يصدر كتاب يوضح مسيرة الرجل ليكون قدوة ومثلا يحتذى، وليس أفضل من ما سطره عن نفسه في مجلة العدالة عام 2001م منذ أكثر من عشرين عاما خلت.
رحمك الله يا أستاذ رجائي، وغفر لك، وجزاك خيرًا بما قدمت وتركت من علم ينتفع به، وجمعنا بك في ميعاد محتوم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.