فن قراءة مستندات الدعوى
بقلم: الأستاذ/ أشرف الزهوي
من أهم المميزات التي يجب أن يتمتع المحامي المحترف، القدرة على قراءة المستندات وتحليلها واستنتاج قيمتها، ومدى سلامتها وصحتها ، وتحديد أهميتها ومدى ارتباطها بالقضية التي تقدم فيها سواء تلك التي يستعين بها الموكل في دفاعه وإثبات حقوقه أو التي تقدم من الخصم. ومن أمثلة الواقع، في جنحة خيانة أمانة قدم موكلي المجني عليه، إيصال أمانة يفيد استلام المتهم مبلغ من المال، فحضر وكيل المتهم وقدم مستند عبارة عن ورقة مكتوبة تتضمن سداد قيمة الايصال.
ولكن بالفحص تبين أن هذه المخالصة كانت عبارة عن ورقة مسطرة أضيف إليها في السطور الفارغة عبارات تتضمن سداد قيمة إيصال الأمانة، وقد أضيفت هذه السطور لاحقا بعد توقيع موكلي، فقمنا بالطعن بالتزوير بالإضافة لهذه العبارات التي تم كتابتها في السطور الفارغة وأثبت الطب الشرعي أن العبارات المضافة تم إضافتها لمحتوي الورقة لتظهر كمخالصة دين، وفي إحدى الدعاوى المدنية قدم الخصم عقد بيع أرض زراعية وتم التحصيل بشأنه على صحة توقيع وبتدقيق البحث في بنود العقد تبين اغفاله، لرقم القطعة للأرض المباعة أو رقم الحوض بما يبطل هذا العقد، والامثلة العملية كثيرة.
وأن عملية البحث القانوني الذي تجريه المحكمة يجب أن تكون في وعي وذهن وادراك المحامي المحترف حتى يستطيع قراءة المستندات قراءة صحيحة ومدققة، ولا يترك تقدير الأمور للمحكمة فقط بل عليه أن يستبق الأحداث في بيان جدوى الأوراق والمستندات وان يبين بالأدلة القاطعة وزن وقيمة المستند الخاص بالدعوي سواء كان المستند قد تم تقديمه بمعرفة موكله ام كان قد تم تقديمه بمعرفة الخصوم.
ويجب أن يوقع الموكل على صورة المستند الذي يرغب في تقديمة عن طريق محامية إلى المحكمة بأنه صورة طبق الأصل من المستند المقدم منه الي المحكمة وعلى مسئوليته. اخيرا فإن من الواجب على المحامي أن يقدم النصح إلى موكله فيما يتعلق بالمستندات وقيمتها وجدواها، حتى يقنع المحكمة ويصل إلى تحقيق العدالة واسترداد الحقوق المسلوبة.