فتوة العالم الجديد

بقلم؛ على عرابي باحث اقتصادي وتنموي

كانت أفلام نجيب محفوظ تقص لنا أخبار الحارة المصرية وكان لابد أن يكون في كل حاره ميزان قوه متمثل في الفتوه يدافع عن حقوق الحارة والطبقات المهمشةؤ ويأخذ من الأغنياء ويعطي الفقراء وقد يكون هذا الفتوه جائر يعيش لنفسه ولأهوائه ولو تعمقنا بالنظر لوجدنا ان الحارة المصرية مثال صغير لما كان عليه العالم في الماضي فقد كان القوى يسيطر على الضعيف تحت مسميات شتى فمنهم من كان يستخدم الشعارات الدينيه ومنهم من يفرض الحماية والوصاية ويفرض لغته، وهويته وثقافه على المجتمعات الأخرى، ويعتبرنها مستعمرة أو قطعة من أرضه على الرغم من المسافة الكبيرة بين دولته والمستعمرة، فجاهدت الشعوب من أجل الحصول على استقلالها لأن هناك دول عتيقة وأبية على الرغم من ضعفها إلا متماسكة في ثقافتها وهويتها كالهند ومصر وغيرها، فادركت الدول المحتلة ذلك، وأصبح الاحتلال حاليا فكري واقتصادي فقد كانت بريطانيا في القرن التاسع عشر هي القوى العظمي تفرض عملتها على العالم (الاسترليني) لما كان لها من ثقل وكان الاسترليني مقوما بعدد معين من جرامات الذهب، ولكن عندما ضعفت بريطانيا بسبب الحروب ضعف رصيدها من الذهب مما جعل الاسترليني عمله غير مقبولة للتداول حول العالم، وعندما فازت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية أصبحت هي الفتوه الجديد، وفرضت الدولار كعملة للتداول العالمي وعندما نقص مخزون الولايات المتحدة الأمريكية من الذهب قومت أمريكا الدولار بالبترول بعد الإتفاق مع الدول المنتجة للنفط، واستمر هذا الحال إلي الآن وكانت هناك محاولات باءت بالفشل لفك رابطه الدولار بالبترول بسبب استخدام الولايات المتحدة قوتها، والسؤال هنا بعد أن انهكت الولايات المتحدة بعد سلسلة من الحروب الدولية والتدخلات الدوليه في شئون الدول كأفغانستان والعراق وبعد أن أصبح الاقتصاد الأمريكي خدمي وخروج معظم الشركات الصناعية من السوق الأمريكي، وبعد الازمات المالية المتلاحقة، وأزمة كرونا المستحدثة وتوقف حركة الملاحة البحرية، والجوية والتجارة العالمية وبدئت العديد من الدول النامية في تبني خطوات اصلاحيه، فالعالم الآن يترقب من هو الفتوه الجديد فالارتفاع الملحوظ للذهب في الأسواق العالمية ما هو الا دليل ان العالم فقد الثقة في كل العملات العالمية وبدأ رجال الأعمال وحتى الدول في تحويل كل الأموال المكتنزة إلى سبائك خوف وهلع من القادم وانتظار، وترقب لما سوف يكون عليه المستقبل وشغف لمعرفه من هو الفتوه الجديد الذي يعيد ترتيب خريطة العالم ذو

زر الذهاب إلى الأعلى