عبدالرحمن الرافعي.. المؤرخ الكبير والنقيب الـ 19 للمحامين
كتب: عبدالعال فتحي
ولد عبدالرحمن الرافعي، في 8 فبراير 1889 بحي الخليفة في القاهرة، وينتمي لأسرة ترجع بأصولها إلى الأشراف، واشتغل معظم أفرادها بالعلم والقضاء.
وكان والده الشيخ عبداللطيف مصطفى الرافعي يعمل في سلك القضاء بعد تخرجه في الأزهر وكان عبدالرحمن الثالث بين أربعة أشقاء.
تلقى “الرافعي” تعليمه في المدارس الحكومية، والتحق بمدرسة الزقازيق الإبتدائية سنة 1895، وعندما انتقل والده إلى الإسكندرية، استكمل دراسته حتي حصل على الثانوية سنة 1904 ثم انتقلت الأسرة للقاهرة والتحق بمدرسة الحقوق.
كانت الحركة الوطنية تشهد نموا واضحا على يد مصطفى كامل، فتأثر بأفكارها، وبدأ نشاطه السياسي بالانضمام للحزب الوطني فور تأسيسه، وفي 1908م أنهى دراسة الحقوق وعمل بالمحاماة، ثم عمل محررا بجريدة “اللواء” بادئا مسيرته الصحفية.
وشارك أحد زملائه في فتح مكتب للمحاماة بالزقازيق سنة 1910 وآخر بمدينة المنصورة، وظل مقيماً بالمنصورة حتى 1932 واستقر به المقام بالقاهرة، وأصدر كتابه الأول “حقوق الشعب” في 1912، وفي 1914 أصدر كتابه الثاني “نقابات التعاون الزراعية”.
كما شارك في ثورة 1919 بجهد كبير في المنصورة والقاهرة، ثم اشترك في أول انتخابات نيابية أجريت بعد دستور 1923 عن دائرة مركز المنصورة، وتولى رئاسة المعارضة بمجلس النواب ثم عاد للمجلس مجددا بعد انتخابات 1925.
تم تعيينه نقيبا للمحامين في 1954 بعد قرار الحكومة بحل مجلس نقابة المحامين، وعلى الرغم من النشاط المتعدد الذي بذله “الرافعي” في الحركة الوطنية فإنه لم ينل شهرته إلا بسبب كتاباته التاريخية التي لقيت إقبالا على الاطلاع عليها، وأسهمت في تشكيل العقلية التاريخية لأجيال من الشباب والقراء.
من أهم مؤلفاته تاريخ الحركة الوطنية، وتطور نظام الحكم في مصر، وعصر محمد علي، وعصر إسماعيل، والثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي، ومصطفى كامل باعث الحركة الوطنية، وأحمد فريد رمز الإخلاص والتضحية.
منحته الدولة في 1961 جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية إلى أن توفي في 3 ديسمبر 1966.