صاحب تمثال نهضة مصر في ذكراه
بقلم أ: أحمد سلام
الحديث عن سيرة العظماء يستلزم الدوام بعثا لتاريخ رائع وتذكيرا للأجيال بأن نهضة مصر التي عبر عنها التمثال الشهير تعتمد علي الأفعال وليس الأقوال .
في 28 مارس سنة 1934 رحل المثال المصري محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر الشهير التي ترجع قصته بحسب ماقرأت إلي واقعة شهيرة تمثلت في سفر” المَثال”محمود مختار إلي باريس عام 1911 ليعرض “نموذجاً ” مصغرا ً لتمثاله”نهضة مصر”بمعرض شهير وقتها هو معرض الفنانين الفرنسيين وقد نال عليه جائزة.
ترتب علي ذلك أن دُعي إلي إقامة التمثال في أحد ميادين القاهرة الكبرى من خلال اكتتاب شعبي لإقامة التمثال وساهمت فيه الحكومة المصرية.
أزيح الستار عن تمثال “نهضة مصر” يوم 20 مايو1928 أمام محطة السكك الحديدية بالقاهرة ليكون في استقبال الداخلين إلى العاصمة ثم انتقل عام 1955 إلى مكانه الحالى مطلا على نهر النيل قريبا من جامعة القاهرة أمام حديقة الحيوان بالجيزة ليخلى مكانه لتمثال رمسيس الذي تم نقله لاحقا في عهد الرئيس حسني مبارك ليضحي الميدان بلا تمثال وإن قيل أنه كان يُعد لتمثال للرئيس الأسبق حسني مبارك وتلك رواية غير مؤكدة !
خلف تمثال النهضة قبل سبع سنوات ” عسكرت ” ميليشيات جماعة الإخوان في مشهد مثير قيل بأنه إعتصام إحتجاجا علي ثورة مصر ضد نظام حكم المرشد لينتهي الأمر إلي فض الإعتصام بالقوة دحراً للإرهاب .
على مرمي حجر من تمثال نهضة مصر بالجيزة يقع مقر السفارة الإسرائيلية في محازاة كوبري الجامعة وذاك مبعث ألم قومي ذاك لأن إسرائيل تحارب بنهم لأجل ألا تنهض مصروستظل إلي أن تتحقق النبؤة ويفني أثر دولة إسرائيل يوم أن يتوحد العرب وقد نال منهم العجز والتعثر منذ زمان .!
في ذكري رحيل ” صاحب” تمثال نهضة مصر ” المثال ” محمود مختار.. يؤمل التفكير في نقل تمثال نهضة مصر إلي مكانه الأول أمام محطة سكك حديد مصر بعد تغيير مسمي ميدان نهضة مصر بالجيزة إلي ميدان الشهيد العميد ساطع النعماني أحد شهداءالإرهاب . !
نهضة مصر لايمكن أن تُختصر في تمثال أصم ولأجل هذا فإن حديث نهضة مصر يبتغي بعثا قوميا من خلال الصدق والعمل والتجرد والنأي عن الإنقسام تزامنا مع بعث جديد للأخلاق في وطن إن ظل علي ماهو عليه لاتسل أبدا عن نهضة وعلى المبتغى السلام .