سمو المحاماة وسقطات سينمائية تشوه “الروب الأسود”
بقلم: عصام الدين جاد
المحاماة مهنة سامية وسموها ليس شعارا من الشعارات بل حقيقة تاريخية شاء من شاء وأبى من أبى، ففي مصرنا الفرعونية ظهرت نواة المحاماة في عهد الأسرة الثالثة.
أما في العصر الحديث فقد ظهر المحامي في القطر المصري منذ عام ١٨٨٤ بالمركز التجاري بالإسكندرية وأصبح له الحق للحضور بالوكالة إلى أن وصلت وتبلورت الفكرة لإنشاء مفهوم الحق والدفاع.
ومن المشين والغريب والمستهجن أن نري بعض المنتسبين للفن هم من يحطوا من شأن المحاماة!، ومحاولة بعضهم إظهار المحامي في أعمالهم الدرامية والسينمائية في أسوء صورة ممكن تراها للمحامي، فتجدهم يحصرون المحامي في عدة أشكال وصور سلبية فإما فاسدا أو ملوثا أو متاجر بموكليه أو وكذوب إلى نهاية سطور السوء!!
وبالمقابل أن يظهر المحامي بشكل الخجول وهذا لفظ للتجميل فقط، وإنما عن شكله المقصود بالسيناريو فحدث ولا حرج فقد يظهر ببدلة صفراء أو بنفسجية لما فيه قصد وتعبير غريب ومشين وظهر هذا الإصرار والمقصد منذ فترة ليست ببعيدة.
نسى هؤلاء أنه فيما مضي كان المحام هو القدوة التي تمثل الوقار والمثل الأعلى وخير شاهد أفلام كبيرة تبلورت فكرتها ودارت حول سمو ورقي مهنة المحاماة مثل “الأستاذة فاطمة”.
وأما في العقود الماضية القريبة ظهرت حقوقية الدفاع بمعنى سياسي وظهرت مكانة المحاماة ملامسه لها فكاد يشخص دور العملاق أحمد زكي في فيلمه “ضد الحكومة” معنى لكيفية التحول من الفساد للدفاع عن الحق بالقانون.
ومن ناحية أخرى جاء فيلم “طيور الظلام” للعظيم وحيد حامد ليجسد ثلاث شخصيات رئيسية وشخصيات أخرى ثانوية للعاملين بالمهنة إلا أنه نقص هذا الفيلم السياسي الملموس بشق المهنية عن محامي الخير، ليس لكما يدعون عن أفلامنا العربية عن لزومية الخير، بل لأن الخير موجود فعلا.
وكسب رهان الانتصار المكتمل فيلم “ملاكي إسكندرية” عن تجسيد جميع الصور، وتحول دور المحاماة في معظم الأفلام إلى تحطيم وكيفية تكسير صورة المحامي.
وإن ناقشنا بعض السينمائيين عن هذا المفهوم سيكون حديثهم عن أنها حرية، وإن خرجنا من هذا الجدال سندخل في إجابة أنه واقع… نعم إنه واقع ولكن كذوب لأنه واقع من جانب واحد لزاوية واحدة بلغتهم، إلى أن وصل أن رأي الجميع أن المحامي هو الشر السيء.
بل وصل الأمر لتصدير جمل تحمل معاني ورسائل سلبية عن المحاماة والمحامين منها “لو كان إصبعك محامي أقطعه”، لذلك يجب مخاطبة التلفزيون المصري ممثل في الهيئة الوطنية للإعلام، ومدينة الإنتاج الإعلامي، والرقابة على المصنفات السينمائية، ووزارة الثقافة، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بإيقاف بث وحذف المقاطع المهينة للمهنة، مع ملاحقة أي جهة ستبث مقاطع ستضر بسمعة المهنة بالتعويض إلى جانب ضرورة البحث عن كيفية معالجة أثار تلك الهجمة وما خلفته من ضرر أدبي من خلال الندوات والبرامج وخلافه.
وإلزام الجهات بأخذ رأي نقابة المحامين كتابياً إذا كان بها سيناريو لمهنة محامي، ولن نستغرب عند رؤيتنا وسماعنا عن مفهوم تضيق حرية السينما!!
فأي سينما تشوه المهن!! وأي سينما تهدم تاريخ بناه عمالقة هم سبب من شرعوا ووضعوا نواة وبذور وحرية السينما والنقد وكانوا ومازالوا أول المدافعين.
كمحامين لا نرضي أن تهان مهنة العظماء ومهنة الأنبياء فإن كان المعلمين هم ورثة الأنبياء في العلم فنحن ورثتهم في الدفاع، وسنكون أول المدافعين عن شرف مهنتنا.
وهذا التوجه ليس توجه المحامين فقط بل توجه الدولة بأكملها فقد شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي عن كيفية وأهمية الحفاظ علي الهوية المصرية.
وحفظ الله مصر وأبناءها