رسائلي للشباب على طريق المحاماة (2).. إيمان المحامي بقضيته
بقلم الأستاذ/ ابراهيم عبدالعزيز سعودي
حتى تدعو قاضيك إلى الإيمان بقضيتك ..
ألا يتعين أولاً أن تؤمن أنت بها ..
ألا يجب عليك أن تقتنع .. قبل أن تقنع غيرك
إن ايمانك بالحق الذي تدافع عنه هو خطوتك الأولى على طريق بلوغ الغاية
هل شاهدت نفسك مرة تدافع عن الحق .. وهل ضبطت نفسك مرة متلبساً تدافع عن الباطل .. هل كنت فى الحالين نفس الشخص .. هل لاحظت اختلافاً بين الحالين ؟!!!
بكل تأكيد نعم هناك اختلاف فقديماً قالوا إن لصاحب الحق مقالة.
والرسول لا يمكنه تحمل تبعات الرسالة بغير أن يكون هو ذاته مؤمناً بالرسالة التى يحملها إلى الناس .
وإيمان المحامى يقوم على الإيمان العام بمفهومه الواسع أولاً .. والإيمان الضيق بمفهومه الخاص ثانياً …
فالإيمان بمفهومه الواسع يجعلك تتذكر دائماً أنك تؤمن بالله وأن الله هو الحق وهو العدل ولأنك تدافع عن الحق ولأنك تسعى إلى العدل فتأكد أنه معك ينصرك ويثبت خطاك وإن أردت نصرته فلا تخالفه ولا تحنث أبداً بيمينك التى أقسمت باسمه فيها..
هل تتذكر هذا القسم الذى رددته حين ارتديت رداء المحاماة لأول مرة فى حياتك:
“أقسم بالله العظيم أن أمارس أعمال المحاماة بالشرف والأمانة والأستقلال وأن أحافظ على سر مهنة المحاماة وتقاليدها وأن احترم الدستور والقانون”
هل فكرت كم مرة فى حياتك خالفت هذا القسم أوخرجت عليه .. هل تذكرت هذا القسم منذ تردد بين شفتيك فى أى وقت أو تأملت ما أقسمت عليه ؟
وإن لم تكن رددته يوماُ لهوان من كان قائما عليه عليه واستهانته به هل ترى نفسك فى حاجة لتقسم أم أنك ملزم بهذه الفضائل بغير قسم .
إن إيمانك بالله ورغبتك الأكيدة فى عونه ونصره توجب عليك أن تتوجه إليه بغير قسم وتضع يدك فى يده وتستحى من الله ولن يكون ذلك لك إلا إن كنت مؤمناً بقضيتك وبالحق الذى تدافع عنه.. فعليك أيضاً أن تؤمن بالحق الذى تدافع عنه .
تذكر دائماً أنك القاضى الأول الذى يفصل فى الخصومة فإذا أتاك من يدعى حقاً فعليك أن تستوثق إن كان الحق له أو عليه وعليك أن تعلم أن الحق رهين بدليله فلا قيمة للحق إن لم يقم الدليل عليه فإن آمنت بالحق فابحث مع صاحب الحق على الدليل فإن استقام لك الإيمان بالحق والدليل عليه وقبلهما الأيمان بالله والاستعانة به فأنت مؤهل الآن أن تحمل قضيتك
فكيف تحملها وتؤدي الأمانة ؟