دور الحشرات في التحقيقات الجنائية: علم يتقدّم والمشرع المصري ينتظر!

الدكتور/ محمد عاطف كامل – المحاضر بكلية الحقوق جامعة طنطا والجامعة العمالية فرع كفرالشيخ.

تسهم الحشرات بدور فاعل في علاقتها بالإنسان بعد وفاته وتحلل جثته، إذ نراها دائمًا في حياتنا اليومية، فهي ملازمة للإنسان في كل مكان وزمان وتحت أي ظرف، الأمر الذي يجعل وجودها بعد ارتكاب الجريمة أمرًا طبيعيًا. وبذلك تُعدّ من أقوى الوسائل المساعدة في كشف الجرائم. وقد استعان المتخصصون بوسائل أكثر فعالية وعلوم مستحدثة للوصول إلى الجناة وكشف الحقائق المرتبطة بكل جريمة، فظهر علم الحشرات الجنائي الذي استُخدم كأداة مهمة في مجالي التحقيق الجنائي والطب الشرعي.
وقد حجز علم الحشرات الجنائي مكانةً مهمة ضمن الوسائل الناجعة التي يُستعان بها ويُعتمد عليها في مجال التحقيقات والأدلة الجنائية، وكذلك في الطب الشرعي، ليس في جرائم القتل أو تحديد أسباب الوفاة فحسب، بل أيضًا في قضايا الاتجار بالمخدرات وتهريب البضائع وتحديد مصادر نشأتها.
ويُطلق على علم الحشرات الجنائي أيضًا مصطلح علم الأحياء الشرعي. ويُعدّ هذا العلم من الأهمية بمكان دراسته، إذ يُعدّ أداة مهمة في يد فرق التحقيق الجنائي وأطباء الطب الشرعي، حيث يعتمدون عليه في البحث عن الأدلة للكشف عن الجرائم وحل ألغازها، من خلال دراسة الحشرات ودورة حياتها، مما يُمكّن الأطباء الشرعيين والمحققين الجنائيين من تحديد مسببات الجرائم وتوقيت حدوثها.
ويمكن تعريف علم الحشرات الجنائي» (Forensic Entomology) بأنه العلم الذي يُعنى باستخدام دراسة حياة الحشرات ومفصليات الأرجل الأخرى -مثل العناكب- في التحقيقات الجنائية، للكشف عن ملابسات القضايا والمساعدة في حل ألغاز الجرائم. «
صلة علم الحشرات الجنائي بالطب الشرعي:
بدايةً، يُعدّ الطب الشرعي أحد فروع الطب المتعددة، ويلعب دورًا بارزًا في إرساء قواعد العدالة، إذ يُعدّ معاونًا للقضاء في حسم القضايا الجنائية المعروضة على المحاكم. فهو عملٌ فني يلجأ إليه القاضي الجنائي لبحث القضايا والفصل فيها من خلال تقارير طبية فنية يصدرها الأطباء الشرعيون المختصون.
ويحتل علم الحشرات الجنائي مكانة متقدمة لدى علماء وأطباء الطب الشرعي، إذ يُعدّ وسيلة مؤثرة في الكشف عن الجرائم، حيث يسهم في تحديد عمر الجثة، ومكان وزمان حدوث الوفاة، كما يمكن من خلاله معرفة ما إذا كانت الجثة قد نُقلت من مكانها أم لا، أو إذا تم العبث بها أو تحريكها بعد اكتشافها، فضلًا عن الكشف عن وجود جروح أو مواد سامة أو مخدرة بالجثة قبل الوفاة أو وقوع الجريمة بدقة أكبر، ويساعد هذا العلم أيضًا في بيان ما إذا كان المشتبه به قد تواجد في مكان الجريمة وهو المتسبب فيها أم لا.
وبالتالي، فإن علم الحشرات الجنائي يُعدّ معاونًا للطبيب الشرعي الذي يتعامل مباشرةً مع الحشرات للاستفادة منها في كشف الحقيقة والتوصل إلى الجاني الفعلي. فهو يعتمد على دراسة الحشرات للكشف عن ملابسات الجرائم، لا سيما جرائم العنف والاعتداء على الجسد. كما يكون هذا العلم في بعض الأحيان موجِّهًا لخبير علم الحشرات الذي يُعدّ أداة يستعين بها الطبيب الشرعي في عمله الفني.
من خلال هذا العلم يستطيع المتخصص في علم الحشرات أو الطبيب الشرعي تحديد وقت بداية غزو الحشرات للجثة، وهو وقت تقريبي لا يُطابق بالضرورة وقت الوفاة الفعلي. ومن هنا تتضح الصلة الوثيقة والرابط الأساسي بين علم الحشرات الجنائي والطب الشرعي.
أنواع الحشرات المستخدمة في مجال التحقيقات الجنائية:
تنوعت وتعددت أنواع الحشرات التي يُستعان بها في الكشف عن الجرائم في مجال التحقيقات الجنائية، ويعود السبب في ذلك إلى اختلاف البيئات التي تعيش فيها هذه الحشرات، وتكوينها البنيوي، ومدى ارتباطها بالإنسان. وفيما يلي بيانٌ لأهم أنواع هذه الحشرات، وهي:
1- من حيث البيئة التي تتوطّن فيها:
أ) حشرات برّية: وهي التي تعيش على اليابسة، وتتخذ من التربة أو سطح الأرض أو الجبال والشقوق موطنًا لها، مثل الذباب والبعوض.
ب) حشرات مائية: وهي التي تتخذ من المياه موطنًا لها، سواء في البحار أو الأنهار أو المستنقعات أو البرك أو الأحواض المائية، مثل بعض أنواع ويرقات بعض الحشرات.
ج) حشرات برمائية: وهي التي تعيش في الماء واليابسة معًا، وتتنقّل بين البيئتين حسب مراحل حياتها، كيرقات اليعاسيب (تبدأ في الماء ثم تصبح حشرات بالغة تطير) والبعوض.
2- من حيث تكوينها البنيوي:
أ) حشرات ذات دم سائل: ويُقصد بها الحشرات التي تتغذّى على دم الكائنات الحية أو تحمل سوائل جسمية، مثل البراغيث والقمل والبق.
ب) حشرات بلا دم سائل (أو قليلة السوائل): مثل الذباب والبعوض وبعض أنواع الحشرات الجافة
3- من حيث صلتها بالإنسان:
أ) حشرات ضارّة: وهي التي تُسبب الأذى للإنسان من خلال نقل الأمراض والطفيليات، مثل نقل الديدان وامتصاص الدم ونشر العدوى والتسبب في التهابات حادّة بالأنسجة وتقرّحات جلدية؛ ومن أمثلتها: البعوض، القمل، البراغيث.
ب) حشرات نافعة: مثل النمل والنحل ودود القز، إذ يستفيد الإنسان منها في إنتاج العسل والحرير وغيرهما. كما يُستخدم بعضها كغذاء في بعض الثقافات، مثل الجراد الذي يُعدّ طعامًا في بعض البلدان.
الحشرات المترممة:
توجد أنواع من الحشرات لها دور بالغ الأهمية وناجع في مجال البحث الجنائي والطب الشرعي، وهي ما يُعرف بالحشرات المترمّمة. ويقصد بها تلك الحشرات التي تتغذّى على بقايا الأجسام بعد تحلّلها. وتتنوّع هذه الحشرات بحسب المرحلة التي توجد فيها الجثة، فمنها ما يستقرّ على الجثث حديثة الوفاة، ومنها ما يتغذّى على الجثث المتحلّلة بالكامل، بينما يقتات بعضها على المواد الحيوانية أو الأنسجة البشرية مثل الشعر والجلود، وتتخذ هذه الحشرات من الجثث حديثة القتل مأوى لوضع بيضها ومصدرًا لغذائها، مثل ذباب اللحم والذباب المنزلي.
مراحل تحلل الجثة:
تمرّ الجثة بعد الوفاة بعدّة مراحل تحلّل، تبدأ بالمرحلة الأولى المعروفة بمرحلة التخمّر البوتيريكي، وفي هذه المرحلة تنجذب الحشرات إلى الجثة بفعل الرائحة، مثل بعض أنواع حرشفيات الأجنحة، ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي مرحلة التخمّر النشادري، تليها المرحلة الثالثة وهي مرحلة الإسالة، حيث تهاجم الجثة أنواع من الخنافس مثل خنافس الأرملة والحيفة. وعندما يتوقف التحلّل وتبدأ الجثة بالجفاف، تجتذب بقاياها حشرات أخرى، مثل أفراد عائلة خنافس الجلود وذباب الجبن.
دور علم الحشرات الجنائي في تحديد زمان ومكان وسبب الجريمة.
لكل مرحلة من مراحل تحلّل الجثة مدة زمنية معيّنة، وتقترن بها أنواع محددة من الحشرات. ومن خلال دراسة الحشرات الموجودة على الجثة يمكن تحديد التاريخ التقريبي للوفاة وملابسات حدوثها، إذ إن لكل حشرة دورة حياة مرتبطة بالجثة وتساعد هذه الدورة في أعمال التحقيق الجنائي. ويُعتمد على الحشرات بشكل خاص عند محاولة تحديد مكان أو زمان وقوع الجريمة، ولا سيّما في الحالات التي يصعب فيها الوصول إلى تفاصيل دقيقة بوسائل أخرى.
فبالنسبة لتحديد زمن الوفاة، يمكن تقدير المدة التي مضت منذ حدوثها من خلال نوع الحشرة الموجودة على الجثة ومرحلة دورة حياتها، إذ تُستخدم أنواع متعددة من الحشرات في هذا المجال، ولعل أبرزها حشرات الجثث مثل الذباب الأزرق والخنافس وأحيانًا العناكب، وذلك لأن الجثة عند تحلّلها تتعرض لتغيّرات بيولوجية وكيميائية وفيزيائية بفعل العوامل المناخية وموقعها وهجوم الحشرات عليها وتركيبة النظام البيئي المحيط بها، ومن هنا يستطيع المختصون من أطباء الطب الشرعي تحديد زمن الوفاة بشكل تقريبي، ثم يربطون هذه المعطيات ببيانات أخرى يصلون إليها لتحديد الإطار الزمني الذي يمكن من خلاله معرفة وقت حدوث الوفاة أو الجريمة.
كما يمكن أيضًا تحديد مكان الوفاة أو وقوع الجريمة استنادًا إلى أنواع الحشرات، فعلى سبيل المثال يُعدّ الذباب الأزرق من أوائل الحشرات التي تنجذب إلى الجثث، إذ يبدأ المختصون بجمع هذه الحشرات وتحليلها، إذ تطلق البكتيريا الناشطة على النسيج الميت روائح تجذب الذباب الأزرق، الذي يتميز بامتلاكه حاسة شم قوية جدًا تمكّنه من كشف مواقع الجثث عن بُعد قد يصل إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات، فيتجمع بأعداد كبيرة في موقع الجريمة خلال ساعات من الوفاة ليضع بيضه على بقايا اللحم.
وتلعب بعض أنواع الخنافس دورًا مشابهًا لدور الذباب الأزرق، إلا أنّ الفرق يكمن في توقيت ظهورها، إذ تصل الخنافس عادةً في مراحل لاحقة من التحلّل بعد تعفّن الجثة، وتُستخدم الخنافس أيضًا لأغراض تحليلية مهمة، إذ يلجأ إليها الطبيب الشرعي لأخذ عينات منها وتحليلها للكشف عن تعاطي المتوفى لمواد مخدرة أو سامة، لأنها تتغذّى على الأنسجة وقد تحتفظ في أجسامها بآثار المواد الكيميائية التي تسببت بالوفاة، مثل السموم أو المخدرات أو العقاقير القاتلة.
بل إن تحليل جسد الحشرة نفسها قد يكشف عن الحمض النووي للضحية في مراحل معيّنة من التحلّل، أو في أطوار محددة من دورة حياة الحشرة، مما يوفر أدلة إضافية للمحققين تساعدهم في كشف ملابسات الوفاة وتحديد هوية الضحية وسبب الوفاة بدقة أكبر.
أهمية جمع الأدلة الحشرية في مسرح الجريمة للتحقيق الجنائي:
تُعدّ المعرفة البيولوجية بأنواع الحشرات المنجذبة إلى الجثة عنصرًا بالغ الأهمية ووسيلة فعّالة – إلى جانب جمع البيانات الأخرى من مسرح الجريمة – في إعادة ترتيب الأحداث ومعرفة المدة الزمنية التي انقضت منذ الوفاة بشكل تقديري. كما يمكن من خلال دراسة الحشرات إثبات ما إذا كانت الجثة قد نُقلت من مكان الوفاة الأصلي، وذلك بمقارنة التجمعات الحشرية الموجودة على الجثة بتلك الموجودة في الموقع الذي عُثر فيه عليها، إذ قد تختلف التجمعات الحشرية باختلاف البيئات.
ومن هنا، يخطو المحقق الجنائي وعالم الحشرات خطوات منظمة لجمع العينات من مسرح الجريمة باعتبارها خطوة أساسية قبل البدء في التحقيقات التفصيلية، مع ضرورة التعامل بحذر مع جميع الأدلة الموجودة في مسرح الجريمة، فللحشرات وسلوكها دور مهم في سير عمليات التحقيق الجنائي، إذ يمكن لسلوكها أن يكشف معلومات جديدة عن العلاقة بين الإنسان والبيئة المحيطة به.
ويجب على المحقق الجنائي الالتزام بعدم تحريك الجثة أو غسلها قبل جمع العينات الموجودة حولها، كما يلزم جمع كمية كافية من الحشرات بمختلف أطوارها وأحجامها سواء كانت حيّة أو ميتة، باستخدام الوسائل الملائمة لذلك، ومن الضروري جمع نحو عشرين يرقة دودية كبيرة الحجم، إضافةً إلى عينات من الخادرات -وهي العذارى داخل الشرانق-، ويُفضل جمعها أيضًا من طيات الملابس سواء في مسرح الجريمة أو في المشرحة.
ويُراعى التعامل مع اليرقات بدقة، حيث تُوضع في ماء مغلي لمدة عشر ثوانٍ فقط، ثم تُحفَظ في الإيثانول لحمايتها، بعد ذلك، يتولى عالم الحشرات المختص إجراء سلسلة من الحسابات الدقيقة والمعقدة اعتمادًا على هذه العينات ليصل في نهاية المطاف إلى تحديد وقت وقوع الجريمة بدقة عالية.
وضعية الحشرة في مكان العثور عليها على الجثة والعوامل المؤثرة فيها بمسرح الجريمة:
يحرص المحقق الجنائي وعالم الحشرات الجنائي على توثيق موضع الحشرة بدقة عند العثور عليها على الجثة أو في محيطها، مع تحديد مكان العثور على الجثة والمنطقة المحيطة بها ومدى إمكانية وصول الذباب إليها، ويُعدّ وضع الجثة من العوامل المؤثرة في سرعة ظهور الذباب، إذ تختلف سرعة تطور اليرقات باختلاف موقع الجثة، سواء كانت ملقاة في مكان مكشوف تحت أشعة الشمس، أو في منطقة مظللة، أو بين الأشجار، إذ تتطور اليرقات بسرعة أكبر في البيئات الدافئة، بينما يتباطأ نموها في الأجواء الباردة.
ويلجأ المحقق الجنائي إلى قياس درجات الحرارة بدقة، فيسجل درجات الحرارة في الهواء حول الجثة، وعلى الأرض، وتحتها، وتُعدّ أكبر اليرقات حجمًا ذات أهمية خاصة لأنها عادةً الأقدم عمرًا، رغم أن المختصين يجمعون جميع الأحجام لأغراض التحليل، ويتم قتل اليرقات في موقع الجريمة قبل إرسالها إلى المختبر، وذلك بغمسها لمدة تتراوح بين(10 و15 ثانية) في ماء ساخن تقلّ حرارته قليلًا عن درجة الغليان، ثم تُحفَظ في محلول إيثانول بتركيز(80% ) للحفاظ على حالتها للتحليل اللاحق.
التشريعات المصرية ومدى اهتمامها بعلم الحشرات الجنائي في إثبات الجرائم:
رغم الأهمية المتزايدة لعلم الحشرات الجنائي عالميًا ودوره الفعّال في كشف غموض الجرائم وتحديد زمن الوفاة وظروفها، إلا أنّ المشرّع المصري قد سكت عن إصدار تشريع خاص يُنظّم عملية اللجوء إلى علم الحشرات الجنائي كوسيلة للوصول إلى الحقيقة، كما لم يُخصّص نصوصًا قانونية مباشرة تُنظّم هذا المجال أو تُلزم سلطات التحقيق باستخدامه عند إثبات الجرائم، ومع ذلك، يمكن إدراج علم الحشرات الجنائي ضمن نطاق الخبرة الفنية التي تجيزها قوانين الإجراءات الجنائية المصرية، وهو ما يتضح من نصوص المواد (291، 292، 293، 302) من قانون الإجراءات الجنائية، إذ يُعدّ تقرير الخبير أو الطبيب الشرعي دليلًا فنيًا يجوز للمحكمة أن تأخذ به أو تطرحه جانبًا وفق سلطتها التقديرية في وزن الأدلة.
وتُعدّ قواعد الاستعانة بالأدلة الفنية في مصر عامةً مرنة، حيث يُتاح لجهات التحقيق (النيابة العامة) أو المحكمة الاستعانة بأهل الخبرة في أي مجال علمي يساهم في كشف الحقيقة، ومن ثمّ فإن استخدام أدلة الحشرات الجنائية يدخل ضمن هذا الإطار بوصفه وسيلة مساعدة لتحديد وقت الوفاة أو مكان ارتكاب الجريمة أو ظروف نقل الجثة.
وتظل قيمة هذا الدليل قائمة على مدى دقة الفحص وإحكام التقرير الفني المرفوع للمحكمة، ومدى قناعة القاضي به واطمئنانه إلى نتائجه، خاصةً في ظل عدم وجود نصوص خاصة تُحدّد حجية هذا النوع من الأدلة أو تنظم إجراءات التعامل معه تفصيلًا، ولهذا يظل تقدير هذه الوسائل العلمية مرهونًا بالتطبيق العملي ومدى إلمام المحققين والخبراء والأطباء الشرعيين بطرق توظيف علم الحشرات الجنائي وفق الأصول العلمية والقانونية. ومن هنا، نناشد المشرّع المصري بضرورة إقرار تشريع خاص ينظّم استخدام هذا العلم ويحدّد ضوابط اللجوء إليه، حتى يُعتمد عليه كدليل علمي موثوق وملزم للقضاء، بما يسهم في تحقيق العدالة وكشف الجرائم بكفاءة أعلى.

مراجع: بعض المؤلفات الخاصة بعلم حياة الحشرات ودورها في الإثبات الجنائي وعلاقتها بالطب الشرعي.

زر الذهاب إلى الأعلى