دعني أختلف معك
بقلم أ/ أشرف الزهوي
عندما تبدأ في بحث قضية ما بمكتبك، فإنك تنتهي إلى رأي تراة الأفضل لصالح موكلك، فالرأي هو اعتقاد صدق القضية مع ضرورة دعم الأسباب الموضوعية لتحقيق الإقناع بسلامة موقف موكلك.
والظن من مكونات الرأي بعد أعمال الفكر في الترجيح مع احتمال النقيض الآخر، فلا يقين في الرأي وهو قابل للنقد والتغيير، وقد يرى أحدنا صحة رأية وسلامة موقفة ولكن لايصادر على حق الآخرين في الإختلاف معه ويتقبل بصدر رحب ويستمع بإنصات إلى وجهات النظر المعارضة.
وقد يتشبث المرء برأية فلا يرى غيرة ولاينصت لآراء آخرى تختلف معه لأنه يعدها لغو لاطائل من وراءه، فالرأي يعكس معان كثيرة منها النظر بالعين والتخيل والتفكر في ضوء الحقائق والمسلمات الثابتة يقينا.
فمن أخطر معوقات الرأي غياب الحرية، فلا رأي بلا حرية تحفظ للإنسان كرامتة وحقه في التعبير كذلك العناد في المتلقي وهذا ماتؤكدة المقولة الشهيرة : لا رأي لمن لا يطاع ذلك لأن المتلقي عنصر مهم في معادلة الرأي. وايضا القصور المعرفي في التلقي. فكل قضية تتطلب معرفة حتى نسمي من يبحث فيها، صاحب رأي.
و من معوقات الرأي أيضا النظرة الشخصية لأن التصالح مع الرأي يحتاج إلى إبعاد الأمور الشخصية ويضاف إلى ذلك الايديولوجيا، فالإنسان المؤدلج ليس له رأي، لأن الرأي يتطلب التجرد والموضوعية، فنحن بحاجة إلى بيئة سوية تؤمن صاحب الرأي من الأمراض الاجتماعية والنفسية وكذلك من الخوف فهل سلم أصحاب الرأي وخاصة الذين خرجوا على السائد بآرائهم. وهل تعتقد في المثل الشائع : ” من خاف سلم”