دروس التاريخ

 

بقلم: أ. محمود عرابي

إن المطالع للتاريخ يجد أن بني البشر مختلفون في الملكات، متفاوتون في الافهام فالسنهوري باشا أستاذ كل الأجيال كان قاضيا بارزا، وفقيها فحلا تخطى أساتذته…ومع ذلك لم يكن بنفس القدر في المحاماة، بل والأكثر أنه لم يألفها ولم تناسبه!!

وعلى النقيض يحدثنا التاريخ على النقيض قطب المحاماة ونقبيها الأول فكان إبداعه يكمن في قدراته البلاغية ولما لا وهو خريج أزهرنا الشريف ودرس أراء الفقهاء وتعمق في اللغة حتى يضرب به المثل في عصره حيث كان يقال لأحدهم: والله اقتلك واجيب الهلباوي يطلعني!، كناية عن نجاحه ومهاراته الجبارة كفارس في معارك ساحات العدالة على طول المحروسة وعرضها.

وإذا بحثنا عن كتاب له أو مجهود فكرى لا نجد، اللهم مذكراته التي كتبها في الغالب حتى يبين موقفة ومبرراته في واقعة دنشواي.

وأخيرا وليس أخرا فإني أدعو نفسي وزملائي لمطلعة ومعرفة أخبار السابقين ولا سيما النجوم في سماء العدالة، بل وزعماء لمصر كلها كسعد باشا زغلول وعبد العزيز باشا فهمي ثاني النقباء للمحامين والرئيس الأول لمحكمة النقض.

_ونهاية أهمس في أذن الجميع صدق المثل القائل (من وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره).

 

زر الذهاب إلى الأعلى