خمسون عاماً على مذبحة بحر البقر
بقلم أ: أحمد سلام
في أيام هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث تشهد مصر تبعات طاعون قاتل انتقل إليها بمثل ما انتقل إلى مواضع كثيرة في العالم ليضحي لزاما التصدي له بشتي السبل واهمها عدم التنقل والإستقرار في المنازل وهو ماجعل حديث فيروس كورونا حديث الساعة وكل ساعة إلي أن يفارق وعلي البشرية الأخذ بالاسباب في سبيل النجاة .
هذا لايمنع من التذكير بجريمة نكراء ستظل في ذاكرة المصريين جيلا فجيلا واليقين أنها جريمة تستعصي علي النسيان إلي أن يأذن الله بغضبة تثأر لشهداء جريمة قصف الطيران الإسرائيلي بمدرسة بحر البقر الإبتدائية.
تأتي الذكري كل عام لتجدد الآلام ويُكتفي بالبكاء علي رحيل الزهور علي يد أعداء الحياة ولأن ماجري لايُنسي فلايمكن أن تداويه الأيام ويظل اليقين دوما أن إسرائيل هي العدو الأزلي حتي لو تم إبرام ألف ألف معاهدة سلام ذاك أن الغدر يُزيد المواجع والآلام .!
أكتب عن الذكري الخمسين لمذبحة بحر البقر حتي لاننسي ماكان وقد توالت الآلام الجسام سواء من جراء تغول إسرائيل أو من جراء عموم الإنقسام في وطن عربي يأبي التوحد .
في 8 إبريل سنة 1970 أغارت الطائرات الإسرائيلية علي مدرسة بحر البقر الإبتدائية بمركز الحسينية شرقية لتسويها بالأرض ليلقي التلاميذ ربهم قتلي في مشهد مروع لن يفارق من ذاكرة المصريين جيلا فجيلا وقد مات أطفال أبرياء بعد أن إمتزجت دماؤهم الطاهرة بالكتب والكراريس.
وقتها كتب الشاعر العملاق صلاح جاهين رائعته الشعرية” الدرس إنتهي لموا الكراريس لتظل خير مؤرخ لتلك الجريمة النكراء التي إتكبتها الدولة العبرية في حق مصر ولأجل هذا كان لابد من الثأر وهو ماتحقق في نصر السادس من أكتوبر سنة 1973 وكان الأمر يستلزم محاكمة من إرتكبوا جريمة مدرسة بحر البقر كمجرمي حرب لأن ماحدث شنيعا مروعا.
وثائق تلك الأيام تؤكد أن إسرائيل قد أقدمت علي فعلتها الشنعاء تحت زعم أن المدرسة هدف عسكري لينتهي الأمر إلي ما إنتهي إليه وقد إمتزجت الدماء الطاهرة الزكية بالكتب والكراريس لينتهي أمر أطفال في عمر الزهور إلي الموت غيلة علي يد الصهاينة في مشهد مروع لن يمحوه الزمان !
في الذكري الخمسين لمذبحة بحر البقر لم تخفف إنتصارات إكتوبر سنة 1973 الجراح لأن إسرائيل لم تكابد مثلما كابدت مصر وقد قُتل أسراها أحياء وتلاميذها وهم في فصول الدرس وقد قصفت الطائرات مدرستهم لتحولهم لأشلاء ولو سويت الأرض بالقتلة الفجرة الصهاينة ما إلتأمت الجراح !
إسرائيل وجع عربي إمتد إلي وطن بأسره إنتهي أمره جراء الوهن والإنقسام !
كانت قصيدة الشاعر العملاق صلاح جاهين خير معبر عما جري في بحر البقر وقد قال :-
الدرس إنتهي لموا الكراريس….بالدم إللي علي ورقهم سال…في قصر الأمم المتحدة…مسابقة لرسوم الأطفال…إيه رأيك في البقع الحمراء…ياضمير العالم ياعزيزي…..!
……في الذكري الخمسين لمذبحة بحر البقر ….” شهداء” مدرسة بحر البقر الإبتدائية في الجنة أحياء عند ربهم يرزقون…. وسيظل حديث الثأر إلي دوام ولو وُقعت كل يوم ألف ألف معاهدة سلام .!