حكم نهائي يضع الأطر القانونية لآداب «التخاطب الإعلامي» ويحظر التراشق والإسقاط
كتب: أشرف زهران
أكدت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، برئاسة الدكتور المستشار محمد عبدالوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، عدم طعن مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون على الحكم الصادر منذ 5 سنوات، والخاص بوضع أطر قانونية لآداب التخاطب الإعلامي وحظر التراشق والإسقاط.
وأكدت المحكمة على الالتزام بالمظهر الإعلامي اللائق في الآداء بالقول أو الكتابة ومنع ما يدعو إلى الانحلال أو التفكك أو السخرية المُهينة أو ما يدعو الشعب للإحباط، لافتاً إلى أن المشتغلين بالإعلام شركاء في مسئولية الكلمة، وأن احترام آداب الزمالة جزءٌ من الضمير العام الذي يقتضي عدم التجريح أو الخروج عن حدود التعبير القانوني المباح، وأنه ليس في مقدور أحد من المشتغلين بالإعلام أن يدعي احتكار الحقيقة أو الاستئثار بالصواب، والتعددية الإعلامية ضرورة، ويجب الكف عن ملاحقة الإعلاميين من زملائهم بسبب ما يقدمونه للناس من أنباءٍ وآراء لتغليب مصلحة الوطن ومراعاة مقتضيات الأمن القومي والحرص على مشاعر الجماهير.
وقالت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، إن مبدأ حرية واستقلال الإعلام أضحى من المبادئ الدستورية لتؤدي وسائل الإعلام رسالتها في خدمة المجتمع والتعبير عن اتجاهات الرأي العام والإسهام في تكوينه وتوجيهه في إطار المقومات الأساسية للدولة والمجتمع والحفاظ على الحقوق والحريات والواجبات العامة واحترام حرمة الحياة الخاصة للمواطنين ومقتضيات الأمن القومي، والرقابة على ما تنشره وسائل الإعلام محظورة باستثناء ما يفرض عليها من رقابة محددة في زمن الحرب أو التعبئة العامة، وضماناً لمبدأ حرية الاعلام واستقلاله حرص الدستور على أن يتولى «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» تنظيم شئون البث المسموع والمرئي وتنظيم الصحافة المطبوعة والرقمية وغيرها، وألقى على عاتقه المسئولية الكاملة عن ضمان حرية الصحافة والإعلام بمختلف صورها وأشكالها والمحافظة على تعدديتها وعدم تركزها أو احتكارها، والمسئولية أيضًا عن حماية مصالح الجمهور فضلًا عن مسئوليته عن وضع الضوابط والمعايير الكفيلة بالتزام وسائل الإعلام المختلفة بأصول المهنة وأخلاقياتها مراعاة لقيم المجتمع وتقاليده البناءة.
وأضافت المحكمة، أن التجربة الإعلامية كشفت عن كثير من التجاوزات في الخطاب الإعلامي عقب ثورة الشعب، مما يتعين معه رسم الأطر القانونية لآداب التخاطب الإعلامي وحظر التراشق والإسقاط؛ فعلى العاملين في الحقل الإعلامي حماية مصالح الجمهور والالتزام بالضوابط والمعايير الكفيلة بمراعاة أصول المهنة وأخلاقياتها ومراعاة قيم المجتمع وتقاليده البناءة، كما يجب الالتزام بميثاق الشرف لمهنة الإعلام لكافة المشتغلين به باعتبار الإعلاميين شركاء في مسئولية الكلمة بما يتماشى مع الضمير الإنساني، وعلى القمة منها تقديم المعلومات الصحيحة للشعب في حينها وعرض وجهات النظر المختلفة عرضًا متوازنًا أمينًا في كافة الموضوعات التي تهم الشعب دون تحيز أو تحزب أو اثارة، واحترام القيم الدينية السمحاء والقومية والمشاركة في تنوير الرأي العام وتشكيل الذوق العام تشكيلًا سليمًا، ومراعاة حرمة الأسر.