حكاية المحامي الذي أقر باستقلال القضاء وانتخب نقيبا للمحامين.. من هو محمد صبرى أبوعلم؟
كتب: أشرف زهران
محمد صبرى أبوعلم، رجل قانون وسياسى مصري، من مواليد 31 مارس 1893 بالمنوفية، عين وزيرا للعدل في حكومة النحاس باشا، وانتخب نقيبا للمحامين قبل وفاته بثلاثة أشهر، وأقر باستقلال القضاء وألغى الامتيازات الأجنبية، وأطلق اسمه على أحد أشهر الشوارع في القاهرة.
مولده
ولد محمد صبري أبو علم 21 مارس 1893 في مدينة منوف، بمحافظة المنوفية، ومن مدرسة المساعي المشكورة هناك حصل على الابتدائية، ثم هبط إلى القاهرة ليتم تعليمه الثانوي والعالي، وبعد أن تخرج في مدرسة الحقوق عمل محاميا في منوف وأشمون.
وكان سعد زغلول باشا في زيارة لمنوف لحضور احتفال لجمعية المساعي المشكورة بعيد الجلاء عام ١٩٢٣، وأشار إلى علوى الجزار ليتكلم، إلا أن الجزار أشار إلى المحامي الشاب آنذاك صبري أبو علم ليتكلم، فوقف وخطب خطبة وطنية رفيعة بين يدى سعد باشا، الذى أعجب بمنطقه وبلاغته ووطنيته، وطلب منه أن ينقل عمله إلى القاهرة.
وفى مكتب مرقص باشا حنا عمل صبري أبو علم، وفى الانتخابات البرلمانية في ديسمبر رشحه الوفد عن دائرة منوف أمام أحد كبار الملاك، وفاز أبو علم، وكان أصغر النواب سنا.
وشغل محمد صبري أبوعلم، موقع سكرتارية الوفد من ١٩٤٣ حتى وفاته في ١٩٤٧، وتعد هذه الفترة من أخصب فترات العمل الشبابي في الوفد، الذى شهد زخما شبابيا للحزب وتفاعلا اجتماعيا.
وبعد أن عصفت حكومة إسماعيل صدقي بالصحف الوفدية عام ١٩٤٦، واعتقل الكثير من كتابها، أصدر صبري أبو علم صحيفة “صوت الأمة” ، وكان صاحب الامتياز، فيما كان حامد طلبة صقر مديرا لها، وحافظ شيحة رئيساً لتحريرها، واستمرت الصحيفة في الحفاظ على التراث الليبرالى للوفد والنضال من أجل الدفاع عن الاستقلال والديمقراطية والعدل الاجتماعي.
وفى صيف ١٩٤٥ كان “أبو علم” و”النحاس” قد أسسا اللجنة الوطنية للطلاب والعمال، والتي ضمت ممثلين لطلاب الجامعة والأزهر والعمال والمدارس الثانوية، وكانت اللجنة نواة لجبهة عريضة للكفاح ضد الاحتلال، ونشط شباب الوفد في اللجنة، التي حظيت بكل الدعم من حزب الوفد.
وعندما شكل “النحاس” وزارته السادسة، اختار صبري أبو علم وزيرا للعدل، وكانت هذه الوزارة هي أطول وزارات النحاس وأشدها خصومة مع القصر الملكي.
وأعد “أبوعلم” مشروع استقلال القضاء، الذي أصدرته حكومة الوفد في ١٠ يوليو ١٩٤٣، ومنحت حكومة الوفد رجال القضاء قطعة أرض مساحتها نحو ألفى متر، وعشرة آلاف جنيه، لبناء وتأسيس نادى القضاة.
ومما يذكر لصبري أبوعلم من سجله الوطني أنه فصل من مدرسة الحقوق لمدة عام حينما كان طالبا لمشاركته في مظاهرة ضد السلطان حسين كامل، حينما زار مدرسة الحقوق، وكان أبوعلم في الثالثة والعشرين من عمره، وتأخر تخرجه عام ١٩١٧.
وانتخب صبري أبو علم نقيبا للمحامين قبل وفاته بثلاثة أشهر، ولذلك كرمته نقابة المحامين كنقيب سابق، بعد وفاته، وتحديدا في 30 سبتمبر 2001 ضمن تقليد أرسته النقابة في تكريم النقباء السابقين.
توفي محمد صبري أبوعلم، في الثالث عشر من أبريل 1947، وفى عهد وزارة محمود فهمي النقراشي، كانت الجماهير مكتظة في ميدان إسماعيل “ميدان التحرير حاليا” إلى جامع الكخيا على مشارف العتبة، وقد احتشدت لوداع محمد صبري أبو علم، سكرتير عام حزب الوفد.