جرائم التشهير والتنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

بقلم: الأستاذ/ اشرف الزهوي

 اهتمت منظمة الأمم المتحدة عبر موقعها الإليكتروني بالتحذير من التنمر والتشهير والإساءة للآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية، و ما يحدث من تعرض لحياة الآخرين عبر الإنترنت له صور متعددة مثل نشر الأكاذيب أو نشر صور محرجة أو إرسال رسائل مؤذية أو التهديدات أو انتحال شخصية احد وتوجيه رسائل إباحية باسمة. وقد يكون التشهير من باب المزاح وقتل أوقات الفراغ مما يؤدي إلى الخلط بين قصد الإساءة والتعرض لحياة الآخرين وبين المداعبة والمزاح.

ومن النصائح التي تقدمها الأمم المتحدة لمستخدم  الإنترنت؛ أن يفكر مرتين قبل أن ينشر أو يشاطر أي شيء على شبكة الإنترنت لأن ما تنشره قد يظل موجودا على الإنترنت وقد يستخدم لإيذائك لاحقا مع الاهتمام بإعداد الخصوصية في حسابك للتحكم فيمن يرى ويتابع ما تنشره.

كما يجب الإبلاغ عن التعليقات والرسائل والصور المؤذية وطلب إزالتها إضافة إلى إلغاء الصداقة، أن القوانين التي تحظر التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي قوانين جديدة نسبيا وليست مطبقة في كل دول العالم، وفي مصر يعتبر القانون أن التنمر جريمة يعاقب عليها بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد عن ثلاثين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين وتناشد منظمة الأمم المتحدة شركات الإنترنت في اتخاذ المزيد من إجراءات الحماية والمراقبة لحماية الأشخاص من التشهير والتنمر.

إن التأثير السلبي على ضحايا التنمر والتشهير قد يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية جسيمة بالإضافة إلى الشعور بالانزعاج والحرج والخزي وينعكس ذلك على استقرار الضحية في حياته بوجه عام ورصدت المؤسسات البحثية حالات انتحار نتيجة التنمر والتشهير، ومن خلال الواقع العملي يجب أن نتوخى جميعا الحذر قبل التعرض لنقد الآخرين أو نشر أخبارهم بل ويجب أن نتحرى الدقة في اختيار المواقع الآمنة والصادقة عند نشر الأخبار.

ولك أن تتخيل حال الطبيب الذي ضبط في الزقازيق داخل ميكروباص وهو يتحرش بفتاة وهي طالبة في كلية الطب إذا ما قضت المحكمة ببراءته، كيف سيكمل حياته العملية بعد كل ما تم نشرة من اتهامات قد تكون باطلة، وكيف له أن يلاحق هؤلاء الذين شهروا به وأساءوا إليه بالكلمة والتصوير المفبرك، اتخذ بعض الأشخاص من معدومي الضمير وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لابتزاز ضحاياهم بنشر أخبار كاذبة وملفقة عنهم وتهديدهم بالتشهير والتعرض لحياتهم الخاصة، ويبقى دور المجتمع من خلال وسائل الإعلام والجمعيات الأهلية والأندية بل والمدارس في نشر التوعية بخطورة التنمر وكيفية مواجهته وتوجيه الأطفال إلى طرق التبليغ لأولياء أمورهم مع نشر المبادئ والقيم التي يجب أن يتحلى بها الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت ويشاركون في مواقع التواصل الاجتماعي. وأخيرا يجب أن نوجه الشكر للأمم المتحدة التي تنشر الوعي بخطر استخدام المنصات الإليكترونية وتحذر من جرائمه.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى