ثقافة التعامل في ظل الوباء

بقلم: أشرف الزهوي المحامي

أصابنا الضرر كمحامين، وحل بنا البلاء، خلال الفترة العصيبة الماضية التي تجاوزت المائة يوم، وتنفسنا الصعداء بالعودة إلى العمل تدريجيا وفقا للنظام الوقائي الذي فرضته وزارة الصحة. علينا في ظل هذه الظروف أن نقبل طوعا على تنفيذ تعليمات الحماية من أخطار العدوى باستخدام الماسك والجوانتي والمطهر، وأن نفرض ثقافة الوعي والتباعد بين المترددين على المحكمة بحسب أن المحامي قدوة يحتذى بها. لايجب علينا تخطي دورنا، ولا ضرورة لإحضار الموكلين إلى المحكمة والتعامل بموجب التوكيلات نيابة عنهم، وعلينا أن نقسم أعمالنا على مراحل خلال الأسبوع لتقليل الكثافة، كما يجب تعميم الفكرة التي طرحها بعض الشباب بالتطوع عن الزملاء من كبار السن لإنجاز أعمالهم، وعلينا أن ندرك أن هناك بعض الموظفين من ضعاف النفوس الذين يستغلون انتشار الوباء سيحاولون استفزاز المحامين ليبدو الوضع كما لو كان المحامون هم من تجاوزوا منظومة الوقاية والهدف معروف لكم جميعا، وهو إستمرار توقف العمل مع استمرار قبض الرواتب، لذلك كان للمحامين دورهم التوعوي وصورتهم الحضارية ونظامهم الراقي في أثناء آداء أعمالهم. ويجب على كل النقابات الفرعية توفير أدوات الوقاية للمحامين بسعر التكلفة وإجراء عملية التعقيم يوميا لمقرات النقابات الفرعية أن لم يتيسر تركيب منافذ التطهير الإليكترونية على أبواب مقار النقابات التي تمتلئ بالزملاء من كل المحافظات يوميا. ونناشد الشباب تولي الدور التنظيمي وعدم تصعيد الخلافات والسيطرة على المشاحنات ومنع التجاوزات ومنع التدخين داخل المحكمة بالتنسيق مع رؤساء المحاكم والنيابة التي اعتقد انهم سيرحبون بها ويدعمونها. لايبقى سوى التنبيه على ضرورة مراعاة الظروف الاستثنائية التي نعيشها، وتتطلب من الزملاء في المرافعات الشفوية الاكتفاء بما قل ودل، أو الاستعانة بالمذكرات التحريرية، وإذا كانت عودة الروح بدأت تدب في محاكم مصر فعلينا أن نكون مصادر الأكسجين التي يحتاجها محراب العدالة الذي فرضت عليه كورونا كل هذا الخطر ولكنه ابي الا ان يستمر من أجل تحقيق العدل وانصاف المظلومين.

زر الذهاب إلى الأعلى