تأهب واستعداد المحامي
بقلم الأستاذ/ اشرف الزهوي
نحرص جميعا كمحامين على حضور الجلسات ومتابعتها سواء كانت الصفة عن المدعي أو المدعي عليه أو المتهم أو المدعي بالحق المدني وتصادفنا أحيانا بعض المواقف التي تحدث أثناء الجلسات تتطلب منا موقف أو رد فعل فوري.
فقد يفاجئك الخصم بطلب أمام المحكمة يتطلب تصرف مباشر مثل جحد الصور الضوئية للمستندات المقدمة وإلزامك بتقديم الأصول، وعليك أن تكون مستعدا بمحافظة مستندات تضم أصول المستندات حتى لا تضطر لتأجيل دعواك.
وقد تفاجأ بعدم حضور المدعي حتى يتم شطب الدعوى لكسب الوقت رغم حرصك على حسم النزاع الذي تراه لصالحك وهنا يجب أن تنبه المحكمة لحجز الدعوى للحكم إذا كانت صالحة للحكم فيها رغم غياب المدعي؛ أو تقوم إذا قررت المحكمة شطب الدعوى بتجديدها أنت من الشطب وقد أجاز القانون لك ذلك.
وبعض الخصوم يتمسك بضم محضر إداري لا علاقة له بموضوع الدعوى لإضاعة الوقت فعليك أن تكون مستعدا لتقديم صورة هذا المحضر لتثبت للمحكمة عدم جدوى هذا الطلب. واذكر في إحدى القضايا، أن حضر شخص أثناء نظر الدعوى المرفوعة مني بصحة ونفاذ عقد بيع بحصة نصف عقار على الشيوع وطلب التدخل هجوميا في الدعوى حيث انه يمتلك ربع العقار على الشيوع.
فلاحظت أن طلبه بإثبات ملكية لربع العقار مشاعا لا يتعارض مع طلب صحة ونفاذ العقد بنصف العقار فتمسكت أمام المحكمة بعدم وجود تعارض بين طلباتي وطلبات المتدخل هجوميا فما كان من المحكمة إلا أن ألزمته بإعلان طلباته في ذات الجلسة في مواجهة باقي الخصوم وسداد الرسم لسكرتير الجلسة وحجزت الدعوى للحكم وقضت برفض طلب التدخل الهجومي، علينا أن نستعد ونتأهب دائما للقضايا ونتوقع كل الاحتمالات للرد القانوني المناسب كما يحدث من المقاتل الذي يخوض المعركة.
ذخائر مهنة المحاماة وأسلحتها هي الدفاع والدفوع الصحيحة بعد الدراسة المتأنية للقضية وسبر أغوارها عن بصر وبصيرة، يحزنني كثيرا من بعض الزملاء التماس المعلومة عن القضية التي يستعد للحضور فيها قبول دخول الجلسة بدقائق، ولأنه من المفترض أنه درس وبحث واستعد بالدفاع والدفوع والمذكرات والرد على ما قد يتوقعه من خصمة، أي قضية بمثابة بحث يعتمد على القراءة المتأنية أولا ثم إبداء الردود الدقيقة المناسبة.
ومن الأدوات المهمة التي يجب الإلمام بها جيدا هي وسائل الإثبات في القانون التي يجب استغلالها بحيث لا تفوت الفرصة ولا تضيع على نفسك حق من الحقوق التي كفلها لك القانون فمثلا لو انك طعنت على العقد بالإنكار أو الجهالة فإن ذلك يغنيك بداءة عن الطعن بالتزوير وقد تجد من الطعن بالإنكار ما يصل بك إلى كسب دعواك قبل أن تخوض غمار الطعن بالتزوير مباشرة.
وهكذا علينا أن نعطي الوقت والجهد في مجال البحث لكل قضية أن ننال النجاح الذي يعبر عن تحقيق العدل غالبا وينتصر للمظلوم.