بالفيديو.. نقيب المحامين يترأس خامس جلسات حلف اليمين القانونية لشهر مارس.. ويوجه نصائح مهمة للأعضاء الجدد حول «المرافعة».. ويؤكد: عصب المحاماة وركنها الركين
كتب: محمد علاء
تصوير: إبراهيم الدالي – أحمد سمير
مونتاج: رضوى إيهاب
عقدت نقابة المحامين، اليوم السبت، خامس جلسات حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد لشهر مارس الجاري، برئاسة نقيب المحامين الأستاذ رجائي عطية، وحضور أعضاء المجلس الأساتذة: حسين الجمال، محمد الكسار، وفاطمة الزهراء غنيم،
وعقدت الجلسة لنقابات: «المحلة الكبرى – شمال الشرقية – جنوب الشرقية – المنيا – بني سويف – الفيوم – البحر الأحمر»، وذلك بالنقابة العامة، بينما تعقد جلسة حلف اليمين السادسة والأخيرة لشهر مارس يوم الإثنين المقبل.
واستهل نقيب المحامين كلمته قائلا: «أود أن أتحدث لكم عن شريان من شرايين المحاماة وهو المرافعة، هذا الشريان هو عصب المحاماة وركنها الركين، والمحاماة إذا أردنا أن نلخصها فهي الإقناع، وأقوى أدوات المحامي للإقناع قبل المذكرات هي المرافعة الشفوية التي يقف فيها المحامي أو المحامية أمام المحاكمة ليبثا إليها ما يشعران به وما يموج في صفحة كل منهما عن واقع الدعوى وأدلتها وصولًا إلى الغاية التي يريداها».
وقال نقيب المحامين: «مادامت المحاماة شحنة إقناعية والمرافعة تقف في المقدمة في هذا الإطار، والشحنة الإقناعية لا يمكن أن تنشأ لمجرد ألفاظ إنما هي محصلة علم ومعرفة وحجة واستنباط وبيان، فكل هذه العوامل وغيرها يتضافر في تكوين تلك الشحنة الإقناعية، ومن أجل هذا لا يقبل من المحامي أو من المحامية أن يكون من الأوساط، يجب أن يكون المحامي متميزًا لأنه مُوكل إليه أن يحدث أثرًا واقتناعًا لدى محكمة ربما كانت أسبق تخرجًا وأكبر سنًا وأعرض خبرة، ولكن المحامي من واقع الموهبة التي لديه وعكوفه على قضيته ودراسته إياها يستطيع أن يحدث تلك الشحنة الإقناعية، بغير هذا تكون المحاماة فرغت من شرعيتها وليست مضمونها فقط».
وذكر نقيب المحامين: «أسلوب الأداء في المرافعة هو العشق الذي يجب أن يتشكل وينمو في داخلنا للمحاماة ليصب في تغذية هذه القدرة على الأداء وصولًا بنا إلى ما ينبغي أن تكون عليه المحاماة».
وشبه «عطية» ما يؤديه المحامي بالمسرحية، فهي لها مؤلف للنص، ومخرج للأداء، وممثل يؤدي الأداء، وهذه الوظائف الثلاث تجتمع في المحامي والمحامية، موضحًا: «فالمحامي هو مؤلف النص، فأنت صاحب البراهين والعبارات والعلم والمعرفة، وأنت صاحب الكلمة في الدعوى، فكل البيان الذي يطرحه المحامي والمحامية هو نتاج تأليفه واختياره وبيانه، فإذا هو يجمع دور مؤلف النص».
وأضاف: «ولا أحد يخرج له المرافعة وإنما المحامي والمحامية كل منهما مسئول عن إخراج المسرحية، كيف يقف أمام المحكمة، وهل عن بعد أم قرب ومعنى كل منهما وأثره، وحينما يتحرك في قاعة المحكمة ينبغي أن يكون في مواجهة المحكمة وليس اهتمامًا بالجمهور خلفك في الصفوف، ولبسك ومظهرك، فكل هذا يدخل في إخراجك لهذه المرافعة».
وتابع: «ثم يأتي دور الأداء فأنت المؤدي تعرف متى تعلو أو تهبط بصوتك؟، ومتى تكون الكلمة من بين الشفتين؟، ومتى تكون من الصدر؟، ومتى تكون من الجوف؟، ولا مبالغة فيما أقول ومن عكف على التراث العربي الأصيل سيجدون ذلك في كتاب البيان والتبيين للجاحظ».
وأشار نقيب المحامين: «من يعز عليه الرجوع إلى البيان والتبيين، فأحد الفنانين الكبار الأستاذ الكبير عبد الوارث عسر، الذي كان يدرس مادة الإلقاء في المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي معهد السينما، وهو الأستاذ الذي تعلم على يديه معظم الفنانين الكبار رجالًا ونساءً، له كتاب فن الإلقاء موجود في الهيئة العامة للكتاب وكنت أحد أسباب إعادة طبعه عدة مرات، وقرأته في السبعينات ووجدت فيه درر أفادتني كثيرًا في أسلوب المرافعة والأداء والخطابة».
وأوصى نقيب المحامين، بالاطلاع على هذا الكتاب، مردفًا: «ثم أوصيكم بأن كل واحد منكم يجب أن يكون عقله وذاكرته مليئان بمجموعة عريضة من المعارف هي التي ستمده بالبيان الذي يدلي به لمرافعته إحداثًا للتأثير والإقناع الذي يبتغيه».
وأكد النقيب العام، أن المحاماة رسالة عظيمة ومن حق كل واحد منا أن يفتخر ويعتز ويعتد بأنه محامي ويباهى الدنيا بذلك، والمباهاة هي إحساس بالكرامة وليس تكبر، وإنما محض اعتداد فقط بالنفس، والمعتد بنفسه لا يقبل أن تهان له كرامة.