بالصور.. عاشور مستعرضا أزمات المنطقة العربية: سيظل اتحاد المحامين العرب مدافعا عن قضايا الأمة
سعد البحيري
افتتحت أعمال الدورة الثانية للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لعام 2019 في العاصمة الأردنية، عمان، اليوم السبت، خلال الفترة من 7 إلى 9 سبتمبر الحالي، تحت شعار”متحدون معا ضد صفقة القرن”.
وأعرب سامح عاشور، نقيب المحامين المصري، رئيس اتحاد المحامين العرب، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية التي انعقدت بأحد فنادق العاصمة الأردنية، عن اختلافه في قراءة شعار المؤتمر، موضحا أن صفقة القرن الحقيقية تهدف لتصفية الأمة العربية بأكملها، وليست القضية الفلسطينية فقط.
وأضاف عاشور أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتصفية الاتحاد السوفيتي ومعسكر الشرق بمجموعة من الصفقات والشعارات، وهو ما تحاول فعله بصفقة القرن لتصفية الوجود العربي بمنطقة الشرق الأوسط بما يخدم المصلحة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن تصفية القضية الفلسطينية مفتاح لتصفية الأمة العربية.
وأكد نقيب المحامين المصري أن من لا يربط ما يجري في المنطقة العربية، منذ سنوات غير بعيدة، بصفقة القرن مخطئ في حساباته، مشيرا إلى أن ما جرى في العراق، منذ أزمته الأولى مع الكويت حتى اللحظة، وتصفية جبهة عربية ههمة، يصب بالتأكيد في مصلحة إسرائيل، الأمر الذي تحول معه العراق لمشهد الدفاع عن النفس وسط سيناريوهات التقسيم لثلاث دول: كردية، وسنية، وشيعية.
ونوه رئيس اتحاد المحامين العرب إلى أن الخليج بعدما كان متوجها نحو البناء الاقتصادي، أصبح يستشعر الخطر من إيران وبعض أشقائه العرب، ونجح الاستعمار في أن تعيش منطقة الخليج على صفيح ساخن، نتج عنه استفادة الخزانة الأمريكية بملايين الدولارات يوميا، إضافة لوجود أزمات يوميا، من بينها أزمة ناقلة البترول المختطفة من قبل إيران.
وعن سوريا، صرح عاشور بأنها تعيش معركة مستمرة وسط شعارات ديمقراطية براقة، ونكتشف أن المعارضة لديها أسحلة، لتكون هناك دولة داخل الدولة، وتنصرف سوريا عن مشهد المواجهة مع إسرائيل، وتبتعد عن مشهد المقاومة، وتنكب على الأزمات الداخلية، وسط تدخل أمريكي- روسي- إيراني- تركي.
وتابع أن ما يجري في ليبيا يأتي ضمن صفقة القرن، حيث تمر بأوضاع صعبة بلا ملامح، وجيش، وقيادة سياسية يتفق عليها الشعب الليبي، وضياع مكتسبات الشعب، وعلى رأسها البترول، إضافة لما يحدث في اليمن، ومحاولات تقسيمه لثلاث دول، كل ذلك يصب في مصلحة إسرائيل بالتأكيد.
وشدد عاشور على أن هناك محاولات لتقويض دور مصر وإشعالها حتى الآن لمصلحة الهيمنة الأمريكية في المنطقة بدعم قوى سياسية رفضها الشعب المصري، ونحن في حالة مقاومة ودفاع شرعي عن النفس. ومن يقرأ الأحداث، خاصة ما يجري في سيناء، يدرك ذلك جيدا، وأن هناك من يحاول جر مصر لحرب تصرفها عن القضية الأصلية.
وقال عاشور: إن الذي يتحدث عن دولتين في فلسطين، وقدس شرقية عاصمة لها، وقدس غربية عاصمة لإسرائيل المزعومة، ويؤمن بأن هناك سلاما حقيقيا مع هذا الكيان، آثم قلبه وعقله، مردفا: “لا بقاء للأمة العربية ببقاء إسرائيل، وسيظل اتحاد المحامين العرب مدافعا عن قضايا الأمة، ويقول إن فلسطين من النهر إلى البحر، وإن القدس بأكملها عاصمة لها، وإن أمريكا وإسرائيل ومن يعاونهما هم أعداء الأمة العربية”.
كما حيا عاشور الشعبين الجزائري والسوداني، الأول لنفسه الطويل في المقاومة، والإصرار على الديمقراطية، ودفاعه عن حقوق الإنسان، والآخر لما وصل إليه من اتفاق سياسي مع المجلس العسكري لإدارة شئون البلاد، مضيفا: “هما في طريقهما لتسلم عصمة الحكم والإدارة”، مختتما كلمته بـ “عاش اتحاد المحامين العرب لأمته، وعشتم للاتحاد”.