المخدرات بين الإسلام والقانون

 

بقلم: أ. محمود محمد عبد الوهاب

 

تعريف المخدرات: كل ما يشوش العقل أو يخدره أو يثبطه.

المخدرات في الإسلام:

جاء الاسلام لحفظ مجموعة الـأصول التي بها يستقيم حال الإنسان، ومنها العقل الذي هو عنوان تميز هذا الكائن عن باقي المخلوقات ومناط تكليفه.

فلذلك حرم الله الخمر لما فيه من أضرار كثيرة علة صحة الإنسان من الناحية النفسية والجسدية والعقلية وما ينتج عن هذه المَضار من إضعاف تواصله الاجتماعي؛ فهي تؤدي إلى افساد العلاقات بين أفراد المجتمع بنشر روح الشّحناء والبغضاء بين أفراده.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).

فلا يستطيع من ذهب عقله أن يتواصل مع الآخرين بشكل لائق، وفيها أيضاً صَدٌ عن الصلاة أحد أركان الإسلام وأهم عباداته التي يتصل بها العبد مع ربه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ).

وأدلة تحريم الخمر يصلح أن يستدل بها علة تحريم المخدرات لقول النبي صلي الله عليه وسلم (كل مسكر خمر وكل مسكر حرام) رواه مسلم.

عقوبة تعاطي المخدرات في الإسلام:

قد أجمع الجمهور على وجوب الحد على شارب الخمر لما ورد من أدلة صحيحة تدل على تحريمها في القرآن والسنة، وحد شرب الخمر الجلد ومقداره أربعون جلدة او ثمانون جلدة واختلف الفقهاء في ذلك على قولين:

القول الأول: وبه أجمع الحنابلة والمالكية والحنفية، بأن شارب الخمر يجلد ثمانين جلدة واستدلوا على ذلك بإجماع الصحابة عندما استشار عمر رضي الله عنه الناس بمقدار الحد فأشاروا عليه بذلك فأخذ به.

القول الثاني: وهو قول الشافعية في الأصح عندهم والحنابلة في رواية ثانية بأن مقدار الحد أربعون جلدة، وأجازوا للإمام أو الحاكم أن يزيد إلى ثمانين.

واستدلوا على قولهم في أمر علي رضي الله عنه لعبد الله بن جعفر بأن يجلد الوليد بن عقبة فجلده وعلى يعد حتى بلغ أربعين فقال امسك ثم قال: (جلد النبي صلي الله عليه وسلم أربعين وجلد أبو بكر أربعين وعمر ثمانين وكلٌ سنة وهذا أحب إلي) وحجتهم في ذلك أن فعل النبي صلي الله عليه وسلم لا يجوز تركه ولا ينعقد الإجماع على فعل يخالف فعله صلي الله عليه وسلم، فحملت الزيادة عن الاربعين تعزيراً.

 

تعاطي المخدرات في القانون:

حدد المشرع المواد المخدرة والمؤثرات العقلية التي تشملها دائرة الحجر علي سبيل الحصر وإدراجها في جداول ارفقها بالقانون رقم ١٨٢لسنة١٩٦٠ الصادر بشأن مكافحة المخدرات وتنظيم تداولها وقرر تجريم التعامل مع اي من المواد في غير الاحوال المصرح بها.

عقوبة تعاطي المخدرات في القانون:

نصت المادة ٣٩ من قانون العقوبات على تحديد عقوبة متعاطي المواد المخدرة، وجاء نصها كالتالي: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه، كل من ضُبط في مكان أعد أو هُيئ لتعاطى المواد المخدرة، وذلك أثناء تعاطيها مع علمه بذلك.

لا تتجاوز العقوبة 5 سنوات ولا تزيد عن 5 ألاف جنيه في حالة أن المواد المخدرة ضعيفة التخدير وطبيعية، وتزداد العقوبة بمقدار مثليها، سنتين، إذا كان الجوهر المخدر، الذى قدم الكوكايين أو الهيروين والمواد الواردة بالقسم الأول من الجدول (١).

زر الذهاب إلى الأعلى